لا تخرج عادة أميركا عن المركزين الأولين في قائمة الميداليات في كل دورة أولمبية تشارك فيها، ويبدو أن الأمور لا تسير على ما يرام قبل مشاركتها المقبلة في أولمبياد لندن 2012، التي تبدأ منافساتها في ال 27 من الشهر الجاري. سترسل أميركا 127 رياضياً للمشاركة في مسابقات ألعاب القوى، وسيكون من بينهم أربعة أبطال ذهب من الدورة الأولمبية السابقة، وثمانية أبطال من البطولات العالمية لألعاب القوى لأجل الدفاع عن لقبها في الصدارة، لكن الاستعدادات للدورة المقبلة لا تسير على ما يرام، وهناك «مشكلات جمة» تواجه أميركا، التي اعتادت أن تنتج الأبطال العالميين في سباقات الجري والقوى. النظرة الآنية أن من الفريق الحالي هناك فقط 15 في المئة منه فقط، قد يشارك في المونديال التالي للندن في ريو البرازيلية في 2016، لأن هناك العديد من «السائحين» و«مكملي العدد» في الفريق الحالي لا يرقون إلى وصف الأبطال، إذ كشفت سباقات التجربة التي أقيمت الأسبوع الماضي لاختيار أفضل الرياضيين والعدّائين لتمثيل البلاد في الأولمبياد عن خيبات وإخفاقات كثيرة بين النجوم، ومن بينهم نجوم متوجون أخفقوا في اجتياز اختبارات الوقت، التي تُقام من ثلاث جولات لاختيار أفضل المتأهلين، إلى درجة أن أميركا التي يبلغ عدد سكانها 300 مليون مواطن فشلت حتى في إيجاد ثلاثة رياضيين بأوقات مقبولة في بعض الرياضات والسباقات. وقال صاحب البرونزيتين في دورتين مختلفتين في مسابقة الوثب العالي دوايت ستونز: «أنا منزعج جداً من قلة المواهب الصاعدة في كل الرياضات، لقلة وجود مدربين أكفاء، وقلة الموارد المالية، وإذا لم نعالج هذا الأمر بسرعة، سيستمر الانهيار». كانت هناك مشكلات واضحة في سباقات العدو وقفز الحواجز، إضافة إلى كوارث في سباق 200 متر للرجال ونتائج مخيبة للسيدات، حتى وصل الأمر إلى اختيار الرياضيين بإجراء قرعة، لكن الكارثة الأكبر لأميركا تأتي من الألعاب الأخرى، التي تفتقد المواهب المأمولة فيها، على رغم أن حامل اللقب القياسي في العشارية أشتون إيتون وبطل العالم في الوثب الثلاثي كريستيان تايلر وبطل الوثب العالي جيسي ويليامز تأهلوا جميعاً إلى المشاركة النهائية، لكن ويليامز كان محظوظاً لعدم وجود أي منافسين في لعبته، على رغم معاناته في تحقيق رقم مقبول، إذ أنهى التجارب في المركز الرابع، ونجح في حجز بطاقته فقط، لأن رقم صاحب المركز الثالث نك روس لم يكن مقبولاً ومؤهلاً للمشاركة النهائية، وهو ما علّق عليه ستونز بحسرة قائلاً: «حققت هذا الرقم المخيّب في 1976 عندما كنت واعداً». وفي مسابقة رمي الرمح فشل صاحبا المركزين الأول والثاني في التأهل إلى أولمبياد لندن، لأنهما أخفقا في تسجيل المسافة 82 متراً الأدنى لتأهلهما. وسيكون لأميركا ممثل واحد فقط في مسابقة الوثب الثلاثي للسيدات، في حين أخفق الرجال في المسابقة ذاتها في تحقيق أية أرقام مرضية، لذا لن يمثّل البلاد أحد فيها، وأيضاً لن يمثّلها أحد في مسابقتي رمي المطرقة والعشارية. أربعة رياضيين أميركيين فقط شاركوا في ثلاث دورات أولمبية سابقة، في حين ستشارك لاعبة الوثب العالي آمي أكاف (36 عاماً) في دورتها الخامسة، لذا يطرح كثيرون السؤال: أين المواهب الصاعدة والواعدة؟ الإجابة دائماً تصب في خانة المال، لقلة الموارد المالية التي أبعدت المدربين المختصين عن تدريب المواهب الشابة، حتى أن الشركات الراعية ابتعدت عن رياضات ألعاب القوى، مفضلة رعاية نجوم الألعاب الشعبية مثل كرة القدم والسلة والبيسبول.