قتلت امرأة سورية وأصيب خمسة أشخاص بينهم جندي في الجيش اللبناني، أمس بإطلاق نار مصدره الأراضي السورية باتجاه معبر البقيعة في شمال لبنان. وأفاد مصدر أمني أن إطلاق النار جاء من أسلحة رشاشة خلال اجتياز عدد من النازحين السوريين سيرا على الأقدام معبر البقيعة. ورأى شاهد عيان مسلحا سوريا بلباس مدني يعبر النهر الكبير الحدودي بين البلدين بمحاذاة معبر البقيعة، إلا أن مجموعة من اللبنانيين تصدت له وهاجمته، ما اضطره إلى أن يعود أدراجه وهو يطلق النار في الهواء. وكان مئات السوريين، غالبيتهم من بلدة تلكلخ الحدودية، نزحوا إلى منطقة وادي خالد في شمال لبنان عبر معبر البقيعة أول من أمس. كما وصل إلى لبنان عدد من الجرحى الذين توزعوا على مستشفيات في الشمال، وتوفي أحدهم متأثرا بجروحه. واستمرت عملية النزوح ليلا هربا من أعمال العنف في سورية. وفي السياق، قتل ثلاثة أشخاص برصاص قناصة بينما كانوا يخرجون من جامع حيث يقام اعتصام في تلكلخ بمنطقة حمص وسط سورية، حسبما أعلن شاهد عيان أمس. وقال الشاهد "إن ثلاثة أشخاص قتلوا بنار قناصة ينتمون إلى الأجهزة الأمنية بينما كانوا يخرجون من جامع عثمان بن عفان وسط تلكلخ حيث يعتصم عشرات الأشخاص من نساء ورجال". وأضاف الشاهد أن "الوضع متأزم جدا في البلدة التي تشهد حضورا كثيفا لرجال الأمن والجيش". وأشار إلى "وجود عدد كبير من الجرحى وسط ساحة البلدة إلا أن أحدا لم يتمكن من إسعافهم نظرا لعدم تمكن السكان من الخروج". إلى ذلك، أفرج القضاء السوري أمس عن المعارض البارز رياض سيف (65 عاما) المعتقل منذ 6 مايو الجاري بتهمة مخالفة قرار التظاهر، حسبما أفاد رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان عبدالكريم ريحاوي. وينتمي رياض سيف (65 عاما) إلى مجموعة من 12 معارضا وقعوا على "إعلان دمشق" الذي يدعو إلى تغيير ديموقراطي في سورية. وحكم على هذه المجموعة في أكتوبر 2008 بالسجن سنتين ونصف السنة بتهمة "نقل أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة". وفي المقابل، وطبقا للرواية الرسمية، واصل الجيش السوري محاصرته لمدينة تلكلخ، مع تمشيط كامل لفلول العناصر المخربة والعصابات المسلحة، فيما واصل أهالي المنطقة الحدودية مع لبنان بالهرب بالاتجاه الآخر. واعتبرت السلطات مدينة تلكلخ معقلا للتهريب، وكثيرا ما خضعت للمداهمة والتطويق للقضاء على هذه الظاهرة. وأضافت أن تلكلخ تحولت بعد الأحداث الأخيرة إلى ملجأ للمسلحين الفارين من محافظتي حمص وطرطوس لملاصقتها الحدود اللبنانية. وكانت وحدات الجيش السوري حاصرت تلكلخ منذ الخميس الماضي وأنذرت المسلحين تسليم أنفسهم إلا أنهم رفضوا ما يفتح المجال أمام تدخل عسكري سريع ينهي حالة التمرد التي تعيشها هذه البلدة ويعيد الأمن والاستقرار إليها.