كلام القوى الكبرى عن «انتقال سياسي» في سورية في اجتماع جنيف في 30 حزيران (يونيو) المنصرم لا يحدد موعداً لهذا الانتقال. ألا يمنح عدم التحديد هذا فرصةً أخرى لبشار الاسد لكسب الوقت؟ - لم يحدد موعداً يؤطِّر عملية الانتقال السياسي لتسليط الضوء على مسألة أن الأمر يعود الى السوريين أنفسهم وليس الى المجتمع الدولي، فنحن لا نرغب في فرض أي شيء عليهم. ومن اهداف اجتماع جنيف إحياء مساعي المشاركين (دول غربية وعربية وتركيا وروسيا والصين) الرامية الى حل سياسي، ودعوة حكومات المنطقة الى توسل دالّتها على الاطراف السوريين لحملهم على التزام مثل هذا الحل. يبدو أنك تراهن على النفوذ الروسي. ما الذي يحملك على افتراض ان للنظام الروسي مصلحة في «إرساء» مرحلة انتقالية أو أداء دور بناء في سورية؟ - روسيا، شأن غيرها من الدول الضالعة في الملف السوري، لها مصالح في سورية والمنطقة، وحين ننطلق من مبدأ ان ثمة مصلحة للنظام الروسي في الأمدين المتوسط والبعيد (في التوصل الى حل)، لا بد أن يبرز سؤال: ما السبيل الى حماية هذه المصالح؟ فمن الأفضل ان تتعاون الدول للحفاظ على وحدة سورية وعدم تجزئتها، للحؤول دون تمدد المشكلة السورية الى دول الجوار، ودون انفلات الأوضاع فيها من عقالها. لذا، من مصلحة روسيا وغيرها من الدول التعاون والتنسيق في ما بينها. هل السيناريو الأكثر واقعية هو مساهمة الروس في تغيير الوجهة السياسية في سورية، مع إبقاء الجهاز الأمني الوثيق الارتباط بهم؟ - جعبتي خاوية من جواب، فثمة عوامل كثيرة متشابكة، ووراء الحوادث أعداد كبيرة من اللاعبين. لروسيا طبعاً نفوذ في سورية، ولكنني لا أعتقد بأنها القوة الوحيدة المؤثرة في سير الحوادث. هل تلمح إلى إيران؟ - إيران لاعب مهم في سورية، ويجب ان تشارك في الحل، فنفوذها لا ينكر. يستوقفني دوران الكلام على روسيا ودورها والتلميح الخجول الى دور إيران والسكوت عن ارسال دول أخرى السلاح والمال (الى جهات سورية) وتأثيرها مباشرة في الوضع الميداني. كل الدول تزعم انها تريد حلاً سلمياً، لكنها تلتزم مبادرات فردية وجماعية تقوض القرارات الصادرة عن مجلس الامن. ويثير تسليط الأضواء على روسيا دون غيرها من اللاعبين غضب الروس. ترى المعارضة السورية أن إعلان اجتماع جنيف تشوبه المساومات والتنازلات امام روسيا تحديداً... - المؤسف ان تتخذ المعارضة السورية مثل هذا الموقف، فإعلان جنيف صاغته مجموعة من الدول، 80 في المئة منها ينضوي في مجموعة اصدقاء سورية. لذا، يبدو قول المعارضة إنها تعرضت «للخيانة» مستهجناً. اجتماع باريس هو فرصة عظيمة يفترض بأصدقاء سورية، فرنسا والولايات المتحدة والكويت وتركيا، اقتناصها لشرح الأمر للمعارضة السورية وتوضيح الأمور لها. * مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية، عن «لوموند» الفرنسية، 7/7/2012، إعداد منال نحاس