«بهجة الحكايا... على خطى نجيب محفوظ» كتاب للباحث والروائي المصري عمار علي حسن صدر في سلسلة «كتاب الهلال». يشتمل الكتاب على رؤى نقدية تعين القارئ على إدراك المعاني الكامنة في أدب نجيب محفوظ، وعلاقة التأثير والتأثر التي ربطته بالأجيال التي اعقبته. يقول عمار علي حسن: «بدأتُ بتصورات حول أدب نجيب محفوظ وشخصه بوصفه المعلم الأكبر في مسيرة الرواية العربية الذي تعددت زوايا علاقته بكل القادمين بعده، لتترواح بين التأثر التام، وبين التمرد عليه وتحديه بغية التجديد في الشكل والمضمون». يتكون الكتاب الصادر في 175 صفحة، من قسمين، الأول قراءات في أدب نجيب محفوظ وسيرته، والثاني عن الأجيال الأدبية التي جاءت بعد جيل صاحب «أولاد حارتنا». ويتساءل حسن في القسم الأول: «لماذا لم يكتب نجيب محفوظ سيرته الذاتية بنفسه؟»، ويجيب: «ربما لأنه كان يرى أن سيرته الذاتية موزعة بين سطور قصصه ورواياته، فأحياناً يكون محفوظ شخصاً بعينه من شخصيات الرواية، كما هو الحال بالنسبة الى شخصية «كمال عبد الجواد» في الثلاثية وباعتراف محفوظ نفسه بأنها أقرب شخصية اليه، وأحياناً تكون سيرته كامنة في فعل ورأي السارد أو الراوي». ويعتقد المؤلف أن عدم إقدام محفوظ على كتابة سيرته كان قراراً صائباً حقق له ما كان يحرص عليه دوماً من إقامة ستار حديد بين حياته الخاصة، وبين كونه شخصية عامة بلغت شهرتها الآفاق، كما حافظ هذا القرار على مكانة محفوظ ورصيده عند الكثير من الناس. ويرى عمار علي حسن أن أدب محفوظ هو وثيقة اجتماعية وسياسية، وأنه التزم الأمانة في طرح هذا الأدب وكساه بلغة رائقة وبناء درامي محكم ليصير تاريخاً غير رسمي لمصر القرن العشرين. ويضيف أن محفوظ استطاع أن يعيد كتابة تاريخ مصر في شكل أدبي ورأينا ذلك في رواياته «عبث الأقدار» 1939، و «رادوبيس» 1943، و«كفاح طيبة» 1944، الا أنه في «القاهرةالجديدة»، تحول الى كتابة ما عايشه ورآه وتفاعل معه. ويؤكد حسن أن نجيب محفوظ كان صاحب ذاكرة لاقطة، وكان أحياناً متحايلاً، وفي أحيان أخرى منضبطاً ومتصوفاً ومنسياً. في القسم الثاني يتناول عمار علي حسن كلاً من بهاء طاهر، أول من حصد جائزة البوكر بنسختها العربية، والذي يصفونه أيضاً ب «جبلاوي نجيب محفوظ»، وابراهيم عبد المجيد ومحمد ناجي وسلوى بكر وخليل حسن خليل ونجوى شعبان وإبراهيم فرغلي «المسكون بعالم نجيب محفوظ وأسلوبه وشخصياته، وهاني عبدالمريد.