رفضت بكين امس، إعلان طوكيو نيتها شراء جزر متنازع عليها في بحر الصين الشرقي. والجزر ليست مأهولة وهي معروفة باسم «سينكاكو» في اليابان و «دياويو» في الصين. وقال رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا إن حكومته تدرس شراء الجزر الواقعة في منطقة يُحتمل ان تكون غنية بالغاز. لكن ناطقاً باسم الخارجية الصينية علّق على ذلك، قائلاً: «لن يُسمح لأحد مطلقاً بشراء وبيع أرض الصين المقدسة». وأضاف: «ستواصل الصين اتخاذ التدابير الضرورية لتعزيز سيادتها على جزر دياويو والجزر التابعة لها، في شكل حازم». في غضون ذلك، تظاهر أكثر من مئتي شخص في هانوي امس، للأسبوع الثاني على التوالي، احتجاجاً على السياسة التي تنتهجها بكين في مياه بحر الصين الجنوبي المتنازع عليها بين البلدين. وتتنازع الصين وفيتنام السيادة على أرخبيلي باريسيل وسبراتليس التي يُرجح أن تكون مياههما غنية بالنفط، ويقعان في منطقة استراتيجية للملاحة الدولية. وردد المتظاهرون «باراسيل، فيتنام» «سبراتليس، فيتنام»، ورفعوا يافطات تندد ب «انتهاك» السيادة الفيتنامية. وأوقفت أجهزة الأمن المتظاهرين على مسافة مئة متر من مقر السفارة الصينية، لكنها لم تعتقل أحداً منهم. ونُظمت أول تظاهرة الأحد الماضي، فيما أصدرت شركة النفط الصينية «تشانيا ناشونال اوفشور اويل كوربورايشن» في حزيران (يونيو) الماضي استدراجاً للعروض حول تسعة حقول نفطية تقع في المنطقة المتنازع عليها. أتى ذلك بعد مصادقة البرلمان الفيتنامي على قانون يشمل رسمياً سبراتليس وباراسيلس ضمن أراضي البلاد. وفي السياق ذاته، أعلن مسؤول أميركي في بكين ان الولاياتالمتحدة ستشدد على اهمية خفض التوتر في بحر الصين الجنوبي، خلال الاجتماع المقبل ل «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) المقرر في كمبوديا الخميس المقبل، والذي ستشارك فيه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. وحض الأطراف المعنيين على إدراك أن «ثمة احتمالاً قوياً لتقويض الثقة التي يستند إليها الازدهار في آسيا»، مضيفاً: «في ظل التباطؤ في أوروبا وبعض الشكوك حول النهوض في الولاياتالمتحدة، من المؤكد ان دور آسيا مركزي». واعتبر ان «القضايا في شأن بحر الصين الجنوبي معقدة كونها تثير مشاعر قومية قوية في كل الدول المعنية». الصين - طاجيكستان على صعيد آخر، أبرمت الصين اتفاقات تجاوزت قيمتها بليوني دولار مع طاجيكستان، وتنوي بذلك بسط نفوذها في أشد البلاد فقراً في آسيا الوسطى، على حساب نفوذ روسيا. وطاجيكستان جمهورية سوفياتية سابقة، يكاد متوسط دخل الفرد فيها لا يصل الى 780 دولاراً في السنة، كما أن 40 في المئة من إجمالي ناتجها المحلي، مصدره الجالية المنتشرة في العالم، ولا سيما في روسيا. لكن يبدو أن طاجيكستان بدأت تتحول عن روسيا، متجهة صوب الصين التي تتشارك معها شرطاً حدودياً طوله 500 كيلومتر. وفي حزيران الماضي، أبرم رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن خلال زيارة لبكين، اتفاقات تحصل بموجبها دوشانبه على بليون دولار، يُضاف الى 900 مليون دولار حصلت عليها عام 2005. وبدأت أضخم شركة نفط في الصين أعمال تنقيب عن الغاز والنفط في طاجيكستان. واعتبر المحلل السياسي عبدالغني محمد زيموف أن «الصين تخدم مصالحها، من خلال استثمارها في طاجيكستان»، خصوصاً أنها محاذية لإقليم شينغيانغ المسلم الذي يشهد اضطرابات عرقية ودينية.