تستمر وتيرة العنف في سورية في التصاعد حاصدة مزيداً من الضحايا، ما دفع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى التشديد على «المنحى الخطير والمدمر» الذي يتخذه النزاع. وتسببت أعمال العنف في سورية السبت بمقتل 16 شخصاً وذلك غداة يوم دام في سورية قتل فيه 93 شخصاً. وتتواصل العمليات العسكرية في ريف حلب في شمال سورية حيث تعرضت بعض القرى والبلدات صباح السبت لقصف هو الاعنف منذ منذ بدء العمليات العسكرية قبل اشهر، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد عن اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية السورية في مدينة اعزاز. وتسبب القصف والاشتباكات بمقتل مدني ومقاتلين معارضين اثنين وخمسة عناصر من القوات النظامية السورية، بحسب المرصد. في دمشق، قتل شخص في اطلاق رصاص في حي التضامن مصدره القوات النظامية السورية، بحسب المرصد. وكان هذا الحي شهد أمس اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. وافاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية السورية حي برزة في مدينة دمشق وسط اطلاق رصاص كثيف اسفر عن مقتل سائق سيارة، مشيراً الى اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية. وذكر ناشطون ان عدداً كبيراً من أحياء العاصمة بينها برزة تنفذ السبت اضراباً تكريماً ل»شهداء سورية». وقال المرصد ان القوات النظامية «اقدمت على خلع اقفال المحال التجارية في اسواق عدة في دمشق التزمت بالاضراب». في محافظة درعا (جنوب)، قتل مواطن بعد منتصف ليل الجمعة - السبت في بلدة عتمان في اطلاق نار. وتجدد القصف صباحاً على بلدة اللجاة في ريف درعا. وافاد المرصد عن اشتباكات في داعل وحملة مداهمات واعتقالات في بلدة الشيخ مسكين في درعا. في مدينة الزور (شرق)، قتل مواطن اثر اصابته باطلاق رصاص في حي العمال. في محافظة حماة (وسط)، قتل ثلاثة مواطنين في قرية قبيبات اثر اطلاق «رصاص عشوائي» من القوات النظامية السورية. كما تعرضت قرية الحزم والمزارع المجاورة لها لقصف من القوات النظامية. في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل مواطن اثر كمين نصبته له القوات النظامية في قرية البشيرية قرب جسر الشغور. وكان افيد عن اشتباكات عنيفة فجراً بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في ساحة باب الهوى الحدودية في ادلب، في حين تعرضت بلدة التمانعة لقصف من القوات النظامية «التي تحاول اقتحامها»، بحسب المرصد. ويستمر منذ اكثر من شهر القصف على احياء في مدينة حمص. وافادت الهيئة العامة للثورة بعد الظهر عن «استمرار القصف بالمدفعية والهاون والرشاشات الثقيلة على حيي القرابيص وجورة الشياح». وكان القصف طاول ليلاً أحياء حمص القديمة والحميدية. وقال المرصد ان قرية الضبعة في ريف القصير وبلدة تلبيسة في محافظة حمص تعرضتا لقصف صباحا. وكان 93 شخصا قتلوا الجمعة في اعمال عنف في سورية، وهم ستون مدنيا و26 عنصرا نظاميا وسبعة مقاتلين معارضين وجنود منشقين. وقتل في سورية اكثر من 16500 شخص غالبيتهم من المدنيين منذ بدء حركة الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد التي ووجهت بحملة قمع شديدة وما لبثت ان تطورت الى نزاع عسكري. وازاء استمرار اعمال العنف، حذر بان كي مون في تقرير رفعه الى مجلس الامن الدولي الجمعة من «المنحى الخطير الذي اتخذه النزاع والدينامية التدميرية» في سورية. وأوصى بتعزيز الدور السياسي لبعثة المراقبين الدوليين الموجودين في سورية والذين علقوا عملياتهم في منتصف حزيران (يونيو) بسبب المخاطر الامنية التي يواجهونها، في موازاة «تقليص المكون العسكري» في البعثة. ودعا الى «تغيير بنية واهداف البعثة» وتعزيز دورها على صعيد ارساء الحوار السياسي بين المعارضة والسلطات. وتضم بعثة المراقبين التي بدأت مهمتها في سورية في منتصف نيسان (ابريل) نحو 300 عسكري غير مسلحين. ويفترض ان يتخذ اعضاء مجلس الامن قراراً في شأن تمديد مهمتهم التي تنتهي في 20 تموز (يوليو)، ام عدمه. وكان مؤتمر «اصدقاء الشعب السوري» الذي عقد الجمعة في باريس دعا مجلس الامن الى ان يصدر بشكل «عاجل» قراراً ملزماً «تحت الفصل السابع» لحل الازمة في سورية. وشدد المؤتمر على ضرورة «رحيل» الرئيس السوري بشار الاسد و»تكثيف المساعدة للمعارضة» السورية.