تفوق مدرب منتخب المغرب، البلجيكي ايريك غيريتس على منافسيه مدربي المنتخبات العربية التي شاركت في بطولة كأس العرب 2012، التي اختتمت أول من أمس في جدة، خصوصاً على المدير الفني للمنتخب السعودي الهولندي فرانك ريكارد، عندما أولى غيريتس اهتماماً كبيراً بالبطولة العربية فور إعلان الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المشاركة فيها، إذ يعد مدرب المنتخب المغربي الوحيد الذي حضر إلى جدة في أيار (مايو) الماضي للمشاركة في ورشة العمل التي أقامها الاتحاد العربي لكرة القدم الخاصة بالبطولة، فيما غاب ريكارد ومدربو المنتخبات الأخرى. وحرص البلجيكي ايريك غيريتس على معاينة «ميدانية» للملاعب التي ستحتضن منافسات كأس العرب في محافظتي جدةوالطائف، ثم قام بترتيب مقر لمعسكر المنتخب المغربي في الطائف يسبق منافسات بطولة كأس العرب، من أجل الاستعداد الأمثل للبطولة، إذ أقام معسكراً في الطائف قبل انطلاقتها بأسبوع شمل تدريبات صباحية ومسائية ومباراة تجريبية مع المنتخب السعودي كسبها «أسود الأطلس» بهدفين من دون رد. ونجح غيريتس في مصالحة الجماهير المغربية، بعدما استطاع قيادة منتخبهم لتحقيق ثاني بطولة كروية في تاريخ المنتخب المغربي، بعد فوزه أول من أمس على نظيره الليبي في نهائي كأس العرب بركلات الترجيح، إذ سجل «أسود الاطلس» حضوراً لافتاً في «مونديال العرب»، بدأوه برباعية نظيفة في شباك المنتخب البحرين في مستهل مشوارهم، ثم توالت الانتصارات للمنتخب المغربي من دون أن يتلقى أية خسارة حتى بلغ نهائي البطولة بجدارة. «الحياة» التقت بالمدرب ايريك غيرتيس قبل مغادرة المنتخب المغربي السعودية، والذي كان مسروراً بدرجة كبيرة بما حققه أول من أمس على أرض إستاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة، وهنأته باللقب العربي، فرد بقوله: «أشكركم، المغرب استحقت اللقب العربي بعد جهد وعمل كبير، أهنئ اللاعبين كافة على الجهد والعطاء الذي بذلوه، فقد كانوا فريقاً واحداً في الملعب». وأضاف في ما يخص بطولة كأس العرب: «هدفنا من المشاركة في بطولة كأس العرب إلى إعداد اللاعبين المحليين والوقوف على مستوياتهم، خصوصاً أن الفترة الماضية لم تتح لي الفرصة في الالتقاء بهم أو العمل سوياً، وخرجنا من بطولة العرب بفوائد عدة ستفيد المغرب قريباً». وعما يتردد حول عودته مجدداً للملاعب السعودية، قال غيريتس: «مرتبط منذ عام مع المنتخب المغربي وسأستمر إلى نهاية فترة عملي معه والتي تبقى عليها عام، وبالنسبة إلى عودتي إلى السعودية سواء للهلال أم لغيره فالأمر وارد ولكن ليس في الوقت الحاضر، وأشكر الجماهير السعودية التي التقيت بها هنا في جدة وفي الطائف كثيراً على المحبة والحفاوة التي وجدتها منها». وحول غضب الجماهير والصحافة المغربية، ومدى استمراره بعدما جلب لهم كأس العرب، قال مدرب المنتخب المغرب:«حققنا البطولة من دون خسارة وبجهود جيل جديد من اللاعبين، وأمامنا عمل كبير في التصفيات الأفريقية، ونأمل أن تسهم البطولة العربية في إعداد فريق قوي قادر على بلوغ مونديال البرازيل». من جانبه، قال عضو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رئيس لجنة الشبان بالجامعة، حكيم دومو أن «أسود الأطلس» استحقوا كأس العرب بكل جدارة واستحقاق، مؤكداً نجاح البطولة تنظيمياً وإعلامياً وفنياً، وقال: «قبل ما أكون سعيداً بالإنجاز والنجاح الذي حققه منتخب المغرب، سعيد جداً بنجاح البطولة تنظيمياً وفنياً وإعلامياً، فبحكم عضويتي في اللجنة المنظمة وعملنا خلال البطولة في جدةوالطائف كان العمل كبيراً والجهود مميزة من الجميع، والحمدلله تحقق ما كنا نطمح إليه وهو نجاح بطولة كأس العرب وعودة الحياة لها من جديد، وهذا أمر يحسب للاتحادين العربي والسعودي وللجنة المنظمة». وأضاف: «أما بالنسبة إلى فوز المغرب فهذا أمر غير مستغرب، فلدينا مدرب كبير ومتمكن في الجانب التقني الفني ولديه لاعبون مميزون كانوا يستحقون الفرصة وقدموا عملاً كبيراً يشكرون عليه، وأثمر هذا العمل الجماعي عن تحقيق كأس العرب أمام أشقائنا المنتخب الليبي، الذي سجل حضوراً مميزاً هو الآخر في البطولة».