ما إن يحل فصل الصيف حتى تزيد معاناة أهالي جزيرة فرسان جرّاء سوء الأحوال الجوية التي تعزلهم عن منطقة جازان في أحيان كثيرة، كما حدث خلال الأسابيع الماضية، إذ منعت «عبّارات» نقل المسافرين من الإبحار بين ميناءي جازان وفرسان خلال فترة الظهيرة، ما جعل الزحام في الميناءين ظاهرة شبه يومية، كما أدى خفض عدد الرحلات إلى نقص في المواد الغذائية ومواد البناء على حد قول ساكنين في الجزيرة، دعوا إلى إيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة. وذكر عرفات العلي، أحد سكان جزيرة فرسان ل «الحياة» أن الرحلة الأولى من الجزيرة إلى جازان تنطلق عند السادسة صباحاً، إلا أن الزحام الشديد وظروف العمل تحتم على كثيرين عدم اللحاق بالعبّارة، وإذا كانت الأحوال الجوية سيئة فإن العبَّارة الثانية التي تغادر بعد ظهر كل يوم لا تبحر، ما يؤخر رحلة المسافرين إلى اليوم التالي الذي قد يكون أسوأ من سابقه، مشيراً إلى أن رحلة زوجته وابنته من جدة إلى جازان ستصل اليوم (أمس)، ما جعله يستنفر ويغادر الجزيرة إلى جازان قبل موعد وصولهما بأكثر من 8 ساعات «لأنني لا أعرف ما إذا كانت رحلة الظهيرة ستنطلق أم لا». وقال محمد العقيلي: «المواد الغذائية والاستهلاكية باتت تصل إلينا بصعوبة ومنها ما انعدم نهائياً، ونفد مخزون مستودعات كثيرة، وبعض مواد البناء لا تصل إلى الجزيرة خصوصاً الأسمنت، بسبب نقص عدد الرحلات». وأكد المؤرخ إبراهيم مفتاح الذي يقطن جزيرة فرسان، أن مشكلة «فرسان» مع البحر أزلية، منذ أيام الشراع، مروراً بمرحلة قوارب الديزل، وصولاً إلى زمن العبّارات التي جلبتها الدولة. وتابع: «على رغم أن هذه العبّارات حلت الكثير من مشكلات فرسان، وكانت عاملاً رئيسياً في تطويرها ووصولها إلى ما هي عليه اليوم من مرافق وخدمات وسهولة انتقال وإتاحة الفرصة لغير أبناء فرسان لزيارة الجزيرة، إلا أن مشكلة سوء الأحوال الجوية، التي تأتي في فترات معينة من العام، وأبرزها ما يحدث خلال هذه الأيام، تؤدي إلى خلل في برامج رحلات العبّارات المتجهة من جازان إلى فرسان والعكس، وتترتب على ذلك مشكلات كبيرة، منها تعطل مصالح الناس، وحدوث أزمات غذائية في فرسان، وخيبة أمل الزوار الذين يأتون من مختلف أرجاء الوطن لإلغاء الرحلات بسبب سوء الأحوال الجوية، وتفرض عليهم هذه الأحوال البقاء في فرسان مدة أطول من المدة التي جدولوا عليها رحلاتهم، ويؤدي ذلك إلى إحراج بعض الضيوف الذين يضطرون إلى استئجار الفنادق والشقق المفروشة التي لا تفي بالغرض حتى الآن». ودعا مفتاح مسؤولي وزارة النقل إلى التكيف مع حالة الجو، فبدلاً من أن تكون هناك رحلتان في الصباح والمساء، يمكن أن تكثف الرحلات في الأوقات القليلة التي تتحسّن فيها الأحوال الجوية خصوصاً فترة الصباح، مشدداً على أهمية إيجاد بدائل للعبّارات تكسر الحصار الذي تفرضه الرياح، مثل إيجاد مطار في جزيرة فرسان. إلى ذلك، قال رئيس مركز فرسان حسين الدعجاني ل «الحياة»: «سوء الأحوال الجوية خارج عن إرادتنا، وتستمر هذه التقلبات المناخية نحو شهرين على كامل المنطقة»، لافتاً إلى أن العبّارات تم تبديلها لتتناسب مع حالة الأجواء، لكن إذا ازدادت الأجواء سوءاً، يتم منع العبّارات والمراكب من الإبحار حرصاً على سلامة المسافرين. وأشار إلى أن ما تحتاج إليه فرسان هو تهيئة الميناء لإبحار العبارات ليلاًً، فإذا تم ذلك فهناك أوقات في الليل تكون الرياح فيها مستقرة، وربما يؤدي ذلك إلى حل المشكلة. وعن قلة المواد الغذائية، ذكر الدعجاني أن هناك تنسيقاً مع الجهات المعنية لتأمين المواد الغذائية، واتفاقاً مع العبَّارات لتوصيلها إلى ساكني جزيرة فرسان.