صادق الرئيس المصري محمد مرسي على تعيين الخريجين الجدد في كليتي الدفاع الجوي والبحرية بعد أن حضر حفل تخرجهما وقلَّد الأوائل نوط الواجب العسكري، في سابقة لرئيس مدني، فيما استمر الغموض والتكتم على اتصالات تشكيل الحكومة الجديدة وسط تصدر وكيل مؤسسي حزب «الدستور» محمد البرادعي ترشيحات القوى الثورية والشبابية لرئاستها وتحفظ قيادات في «الإخوان المسلمين» على تسميته. وكشفت الناطقة باسم «الجبهة الوطنية» هبة رؤوف عزت ل «الحياة» أن مؤسسة الرئاسة تسلمت ترشيحات الجبهة لرئاسة الحكومة والفريق الرئاسي المعاون لمرسي من خلال الأمين العام للجبهة سيف عبدالفتاح، لكنها أحجمت عن ذكر الأسماء التي رشحتها الجبهة. وتضم «الجبهة الوطنية» مجموعة من الشخصيات العامة والقوى الثورية تحالفت مع مرسي قبل إعلان فوزه ووقعت وثيقة من 6 نقاط إحداها تتضمن تشكيل حكومة ائتلافية تترأسها شخصية مستقلة غير منتمية إلى جماعة «الإخوان المسلمين» ولا حزبها «الحرية والعدالة». وقالت عزت إن «الجبهة قدمت مجموعة من المقترحات بأسماء لمناصب عدة وأرسلتها إلى الرئاسة عبر مساعدي الرئيس»، لافتة إلى أن «عدداً من مساعدي مرسي شاركوا في اجتماعات أعضاء الجبهة» التي أكدت أن ترشيحاتها «استرشادية وليست إلزامية». وأوضحت أن الترشيحات «تتم بالتوافق بين أعضاء الجبهة. ولتجنب النزاعات بين ممثلي القوى يحق لأي من أطرافها تقديم ترشيحات ممثلة لذاتها». وأكدت أن «صلات واتصالات مستمرة» تتم بين الجبهة ومساعدي الرئيس. من جانبه، أكد عضو الجبهة مؤسس «حركة 6 أبريل» أحمد ماهر ل «الحياة» أن «الجبهة اقترحت محمد البرادعي رئيساً للوزراء والمرشح الرئاسي السابق عبدالمنعم أبو الفتوح والمفكر القبطي سمير مرقص نائبين للرئيس»، مشيراً إلى أن «الجبهة اقترحت أسماء أخرى للعمل في مجالات معينة مثل خبراء في الاقتصاد وفي مجال الحقوق». وأوضح أن «هذه الترشيحات سُلِّمت لمؤسسة الرئاسة (أول من) أمس ولم تتلق رداً حتى الآن عليها». وبدا أن البرادعي يلقى تأييداً واسعاً من القوى الثورية والشبابية التي تحالفت مع مرسي، لكنه في الوقت نفسه يلقى رفضاً من جانب قيادات في جماعة «الإخوان» وحزبها، في ضوء ما تردد عن مطالبته بصلاحيات واسعة لتسيير الحكومة واختيار وزرائها. وكان لافتاً أن أطلق القائم بأعمال رئيس حزب «الحرية والعدالة» عصام العريان تصريحاً أكد فيه أن مرسي «يحمل برنامجاً رئاسياً منطلقاً من برنامج الحزب والحكومة تُختار لتنفيذ هذا البرنامج». ورفض العريان تفسير تصريحه والرسائل التي يحملها. وقال ل «الحياة»: «هذا فقط ما أراد الحزب إعلانه في هذه المرحلة». ونفى أن يكون الحزب قدَّم أي قوائم بترشيحات لرئاسة الحكومة أو الوزراء. من جهة أخرى، شهد مرسي ورئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي ونائبه الفريق سامي عنان حفل تخريج دفعتين جديدتين من الكلية البحرية وكلية الدفاع الجوي في الإسكندرية. وتوسط مرسي طنطاوي وعنان ونال كلمات شكر وثناء من قائدي السلاحين، وقلد أوائل الخريجين نوط الواجب العسكري بعد أن أقسم الخريجون على «الإخلاص» لرئيس الجمهورية. وتسلم مرسي درعي كليتي الدفاع الجوي والبحرية. وينتظر أن يشارك في حفلات تخريج الكليات العسكرية التي ستقام تباعاً خلال الشهر الجاري. وهذه هي المرة الأولى التي يصدق فيها رئيس مدني على تخريج ضباط الجيش وتعيينهم. وبدأ الحفلان أمس بأداء التحية للرئيس وظهرت لافتات للترحيب به، وتقدم قائد الطابور طالباً من الرئيس السماح ببدء الاستعراض. وردد الخريجون أمام مرسي القسم ونصه: «أقسم بالله العظيم أن أكون جندياً وفياً لجمهورية مصر العربية، محافظاً على أمنها وسلامتها، حامياً ومدافعاً عنها فى البر والبحر والجو، داخل وخارج الجمهورية، مخلصاً لرئيس الجمهورية، مطيعاً للأوامر العسكرية، ومحافظاً على سلاحي، لا أتركه قط حتى أذوق الموت، والله على ما أقول شهيد». وقال قائد القوات البحرية الفريق مهاب مميش إن حضور مرسي للكلية البحرية «يعنى تقديراً كبيراً منه للقوات المسلحة جنوداً وضباطاً وصفاً وقادة وتقديراً لدور المجلس الأعلى خلال المرحلة الانتقالية، ومشاركته فى تخريج دفعة جديدة من أبناء القوات المسلحة المصرية أمر نسعد به جميعاً». من جانبه، رحَّب مدير كلية الدفاع الجوي اللواء أركان حرب محمد أبو بكر الشافعى بالدكتور مرسي. وقال إن «تشريف رئيس الجمهورية للحفل يمثل وساماً على صدر الخريجين الذين تم إعدادهم عسكرياً بشكل أمثل». والتقى مرسي وطنطاوي عدداً من الخريجين وأسرهم لتهنئتهم بالتخرج والالتحاق بالقوات المسلحة. في غضون ذلك، أعلن عبدالمنعم أبو الفتوح البدء في تأسيس حزب «مصر القوية». وقالت حملته في بيان: «أعلنا منذ اللحظة الأولى لإعلان ترشح أبوالفتوح لرئاسة مصر، أن هذه الانتخابات ما هي إلا منطلق لمشروع للوطن الذي يتطلع إلى مصر القوية، واستمراراً لمشروعنا وبعد مشاورات بين أبوالفتوح وحملته وكثير من المستشارين والداعمين للمشروع، قرر أبناء مصر القوية بدء إجراءات إنشاء حزب يحمل الاسم نفسه، وأن يكون وكيل مؤسسيه أبو الفتوح». من جهة اخرى، اعتقلت الأجهزة الأمنية في السويس أمس ثلاثة إسلاميين بتهمة قتل طالب في كلية الهندسة يدعى أحمد حسين عيد (20 سنة) خلال تنزهه برفقة خطيبته. وقال مدير أمن السويس اللواء عادل رفعت إنه «تم التوصل إلى ثلاثة شهود جدد في القضية قبل القبض على الجناة، وساعد ما أدلوا به من أقوال في شكل كبير في القبض على المتهمين داخل المحافظة». وكان عيد قُتل مطلع الأسبوع من قبل ملتحين قاموا بطعنه بسكين قرب منطقة كورنيش السويس أثناء وجوده مع خطيبته. يأتي ذلك في وقت أحال النائب العام عبدالمجيد محمود النائب السابق عن حزب «الأصالة» السلفي علي ونيس وطالبة جامعية تدعى نسرين عبدالعاطي على محكمة الجنح بتهمة ارتكاب «فعل فاضح داخل سيارة في الطريق العام»، وهو ما ينفيه ونيس الذي يقول إن القضية «ملفقة». وأسندت النيابة العامة إلى ونيس، وهو فار، والفتاة المحبوسة احتياطياً تهمة «ارتكاب فعل فاضح في الطريق العام»، بينما نسبت النيابة إلى ونيس وحده تهمة «التعدي بالسب والدفع على أمين شرطة أثناء القبض عليه برفقة الفتاة داخل سيارة في مدينة طوخ في وضع مخل بالآداب العامة». وجاء قرار الإحالة بعد رفض ونيس المثول أمام النيابة رغم تعهده مرات عدة الحضور، إلى جانب أن أجهزة الأمن لم تتمكن من إلقاء القبض عليه تنفيذاً لأمر الضبط والإحضار الصادر ضده نظراً لفراره، بينما ستقدم الفتاة للمحاكمة وهي محبوسة احتياطياً على ذمة القضية.