تفاوض شركات ومؤسسات تجارية وزراعية روسية نظيرتها المغربية، لزيادة وارداتها من الفواكه والخضار والطماطم والأسماك والزيوت النباتية ومنتجات غذائية أخرى، لمواجهة الحصار الاقتصادي الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على صادراته الزراعية إلى روسيا بسبب تدخلها في الشؤون الأوكرانية. وأفادت مصادر مطلعة بأن موسكو قررت مضاعفة وارداتها الغذائية من المغرب أربع مرات على الأقل لتعويض الإنتاج الأوروبي، خصوصاً في مجال الخضار والفواكه والحمضيات وثمار البحر. وكانت الرباطوموسكو جددتا اتفاقاً للصيد البحري في شباط (فبراير) الماضي في أغادير، يسمح لنحو 10 بواخر روسية بالاصطياد في السواحل المغربية، وهو الاتفاق السادس من نوعه منذ عام 1992. وأبدت شركات روسية اهتماماً بتطوير التجارة مع المغرب في المجالات الزراعية والغذائية، وتعاقدت مصارف روسية مع مصارف مغربية لتمويل التجارة والمبادلات وحركات السياحة وتنقل رجال الأعمال، على هامش المعرض التجاري المغربي الذي عقد في موسكو قبل أسابيع. وترغب الرباط في زيادة صادراتها إلى روسيا كبديل عن الصعوبات التي قد تتعرض لها منتجاتها الزراعية في الأسواق الأوروبية مطلع الخريف المقبل، بعد قرار بروكسيل رفع رسوم الجمارك على الواردات الغذائية من خارج أوروبا. وتفتح السوق الروسية متنفساً جيداً للصادرات المغربية المتضررة من ضعف النمو في اقتصادات منطقة اليورو ومجموعات الضغط الأوروبية. وصدّر المغرب في النصف الأول من السنة إلى السوق الأوروبية ما قيمته نحو 27 بليون درهم (3.2 بليون دولار) خصوصاً من الخضار والفواكه والأسماك. وتمثل الصادرات الغذائية المغربية إلى روسيا نحو 11 في المئة من هذه القيمة. وتعتزم الرباط زيادة وارداتها من القمح الروسي 300 مليون دولار هذه السنة لتعويض تراجع الإنتاج الزراعي الذي بلغ نحو سبعة ملايين طن من الحبوب في الموسم الحالي، بتراجع 28 في المئة مقارنة بالموسم الماضي. ويُنتظر أن تلتئم اللجنة العليا المغربية - الروسية الشهر المقبل في الرباط لمناقشة مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي والتقني. وتقرّبت روسيا من الرباط أخيراً لأسباب سياسية واقتصادية، كما أبدت اهتماماً بتعزيز التعاون بينهما والإفادة من توسع الشركات المغربية في أفريقيا جنوب الصحراء. وأجرى وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار محادثات في موسكو مع نظيره الروسي الشهر الماضي، شملت مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والتنسيق السياسي حول قضايا المنطقة. ومن المنتظر أن يزور الملك المغربي محمد السادس روسيا، تلبية لدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين الذي زار المغرب مطلع العقد الماضي.