يسعى العراق إلى الاستثمار في بادية السماوة، المحاذية للسعودية، وتحويلها إلى محمية طبيعية للطيور، بينما أعلن وزير السياحة والآثار لواء سميسم أن هذا المشروع يُعدّ من أهم المشاريع التي تسعى الوزارة إلى تنفيذها، مؤكداً أنها تلقت الكثير من الطلبات من جهات خليجية معنية بصيد الطيور. وقال سميسم، وهو أحد قيادات التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، في تصريح إلى «الحياة»: أجرى خبراء من ايطاليا والولاياتالمتحدة مسحاً لمناطق العراق، حُدّدت على أساسه بعض المناطق البيئية التي تصلح لتكون محميات طبيعية، منها مناطق الأهوار التي رُشّحت لتكون منطقة تنوع أحيائي عالمي ومركزاً دولياً لبحوث البيئة والطيور، ومناطق أخرى سنعمل على ضمها إلى قائمة المحميات». ولفت إلى أن وزارته «تتجه نحو إنشاء المحميات لتكون من أهم عوامل الجذب السياحي، وبدأنا استثمار هور الدلمج ثم أهوار ميسان، بالتنسيق مع دول أوروبية وجهات معنية من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة، ونجحنا في إعادة الحياة إليها، والى الأهوار لتكون محطة لأكثر من 400 نوع من الطيور الآتية من سيبيريا وأوروبا باتجاه إفريقيا». وأكد أن «سياسات النظام السابق بتجفيف الأهوار أجبرت هذه الطيور على التحول من أهوار العراق إلى مسطحات مائية في دول أخرى»، مشيراً إلى «الإقبال الشديد من قبل الخليجيين من هواة الصيد عموماً وصيد الصقور خصوصاً، واستخدامها في الصيد، على العراق في مواسم معينة، ولأن هذه العملية غير منظمة تجدهم يلجأون إلى شيوخ عشائر وأشخاص من أعضاء نادي الصيد العراقي لتأمين المناطق ومرافقتهم، وسنعمل على تنظيم هذه السياحة لتكون ذات منفعة اقتصادية». وشدّد على أن «أول مشروع سيكون إنشاء محمية في بادية السماوة، وستكون من اكبر المشاريع في العراق من حيث تأمين المرافق السياحية والفنادق وكل وسائل الراحة، وستشكّل عامل جذب سياحي، خصوصاً للخليجيين، إذ تتميز بتنوع أحيائي وبيئي تجعلها محط اهتمام الصيادين، لكن اتفقت مع الحكومة المحلية على تحديد ضوابط للصيد». وقال «محمية السماوة لن تكون الوحيدة، فخبراء أوروبيون حددوا ثلاث مناطق أخرى، اثنان منها على الحدود العراقية - الإيرانية والأخرى في الوسط، لكن تنفيذ مشاريع إستراتيجية مماثلة يحتاج دائماً إلى قرار سياسي وتخصيصات مناسبة». وكانت الحكومة قرّرت إحالة أهوار العراق إلى الاستثمار الأجنبي، بعدما تقدّمت شركات ايطالية وأوروبية بطلبات للحصول عليها وتحويلها إلى حدائق طبيعية سياحية وإنشاء فنادق حديثة وتأمين الخدمات فيها.