لم يترك اللبنانيون المغتربون في بريطانيا ميداناً من ميادين العلوم والفنون والأعمال إلا طرقوه. وفي تقديرات الصحف المحلية، يزيد عدد الشابات والشبان الذين تدفقوا على القطاع المصرفي والاستثماري، على سبيل المثال، على الألف. والأمر ذاته ينسحب على قطاعات أخرى كالطب والصحافة والمقاولات والموسيقى والرسم والأزياء ودور النشر... لكن الملاحظ أن ميدان المسرح بقي إلى حد كبير خالياً من الكفايات اللبنانية لأسباب عدة أهمها صعوبة الاحتراف في فن يحتاج إلى الكثير من الصبر والدأب. بيد أن ثمة أكاديميين خاضوا تجربة المسرح البريطاني الذي مدّه وليم شكسبير بالكثير من عناصر الاستمرار والغنى، ومن بين هؤلاء فاليري صرّوف وسمر شمّاس، والأخيرة أنتجت وأخرجت ثماني مسرحيات قبل أن تغادر لندن إلى نيويورك حيث تعمل في حقل الإنتاج الفني. وحده نديم نبيل نعمان كان الاستثناء في هذا المجال. فهذا الشاب الذي تخرج في الأكاديمية الملكية بتفوّق هو أحد نجوم المسرحية الغنائية العالمية «شبح الأوبرا» التي تعرض منذ سنوات على خشبة «مسرح الملكة» في لندن. والواقع أن الموهية التي يملكها نعمان وصوته الأوبرالي جعلاه محل عناية خاصة من أساتذته وهدفاً لعروض كثيرة من منتجين مختلفين. وقد كانت إطلالته مع النجم إلتون جون في ذكرى الأميرة الراحلة ديانا محطة مهمة انطلق منها بقوة نحو النجومية والتألق. أما دوره في «شبح الأوبرا» التي كتبها في الأصل الفرنسي غاستون لورو (1868- 1927) وكتبها للمسرح أندرو لويد ويبر، فهو بلا شك سيكون محطة جديدة للانتقال الى نجومية أكبر، علماً أنه مرشح للانضمام إلى المسرحية الغنائية الأخرى «البؤساء» للكاتب الفرنسي فيكتور هوغو. نديم نبيل نعمان