أولاً: أعترف أنني لست من المتابعين لمنتديات الأندية، ولا أجد نفسي مندفعاً إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «تويتر» و «فيسبوك» وغيرها، على رغم إيماني أن بها من الأقلام والأفكار ما يستحق المتابعة والاحتفاء. لكن ذلك لا يعني أنني بعيد عمّا يطرح فيها، أو حتى المشاركة بالرأي والفكرة وأعني هنا مواقع التواصل الاجتماعي ، إذ أملك حساباً في «تويتر» وصفحة على «فيسبوك»، ولا أذكر ذلك من باب الاستعراض. وأرجو ألاّ يُفهم من السطور السابقة، أنني ضدّ وجود هذه المواقع، أو أنني معترض على اندفاع الناس باتجاهها، فتلك خدمة عالمية، ومنافعها كثيرة، وأهمها تبادل الآراء والأفكار والأطروحات، وفتح نقاشات للقضايا المهمة. غير أن الملاحظ من المغردين في «تويتر»، وخصوصاً زملائي من الإعلاميين، فقليل منهم من يطرح فكرة أو قضية أو موضوعاً للنقاش، حتى باتت كل المشاركات وكأنها نسخة واحدة، تتحدث في مواضيع هامشية غير مفيدة! بل إن ما لاحظته، أن جلّ هذه التغريدات هي للاستعراض، وكشف قدرات كاتبها في قوة مصادره التي تزوده بأخبار الصفقات، وكل جديد في ناديه المفضل، ولا أدري ما الداعي لذلك، خصوصاً أنه في حالات كثيرة تكون هذه الأخبار غير صحيحة. ولعلّي لا أخفي سراً، أن كثيراً ممن قابلوني كانوا يتحدثون معي عن تغريدات بعض الزملاء، وتحديداً ما تعلقت بأخبار أنديتهم، وأنهم باتوا لا يثقون فيهم ولا في مصادرهم، وكان الأولى بهم أن يحتفظوا بتلك الأخبار لأنفسهم أو لصحافتهم. كنت أتمنى أن نتعامل مع هذه المواقع مواقع التواصل الاجتماعي في تبادل الخبرات والأفكار والتجارب والمعلومات، فذلك أنفع وأفضل لنا ولكل المتابعين للتغريدات التي قد تصل إلى أكثر من مئة تغريدة في اليوم الواحد! أقول ذلك، لكوني متمسكاً بتقاليد الصحافة التي تعلمتها، فإما أن أنحاز إلى الصحافة، أو أتركها وأتحول إلى «موزع أخبار» في مواقع أخرى، مع أنني ما زلت أصرّ على أن نستغل هذه المواقع في تبادل المعلومات وعرض تجاربنا، ففي ذلك إثراء للعقل. وحتى لا أنسى، فإن منتديات الأندية لا يمكن أن أضعها في درجة مواقع التواصل الاجتماعي نفسها، إذ لا وجه للمقارنة إطلاقاً، لأن بها من التجاوزات والإساءات ما يجعل شخصاً مثلي ينأى بنفسه عن متابعتها. وللأسف، فإن ذلك يحدث من دون وجود رقيب، أو خضوع هذه الآراء الخارجة عن العرف الإعلامي والأدبي والأخلاقي للمراجعة، أسوة بما يحدث في الصحافة والإعلام بكل أشكاله. فهل من مراجعة؟ [email protected]