أكد المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا لوكالة «فرانس برس» الخميس أن موقف المعارضة «الثابت والمعلن» يتمثل في عدم المشاركة في أي حكومة في ظل بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، وذلك غداة اقتراح المبعوث الدولي - العربي كوفي أنان تشكيل حكومة انتقالية في سورية. وانتقدت جماعة «الإخوان المسلمين» السوريين من جهتها مبادرة أنان، ووصفتها بأنها «عبثية»، معتبرة أن أي «حكومة وحدة وطنية» ما هي إلا «انخراط في لعبة النظام». وقال صبرا إن «موقف المعارضة السورية المعلن والواضح والثابت يتمثل في عدم مشاركتها في أي حكومة يبقى على رأسها بشار الأسد». وأضاف أن «المعارضة لم تحصل بعد على تفاصيل في شأن اقتراح أنان حول تشكيل حكومة انتقالية، ولا يمكنها بالتالي الرد عليه»، إلا أن «الموقف الثابت أنها لن تشترك في أي مشروع سياسي ما لم يزح بشار الأسد من السلطة». وأوضح «يجب أن نعرف تفاصيل الاقتراح، وأن نسمع كلاماً محدداً حول الهدف من المشروع قبل اتخاذ موقف رسمي منه». وجاء في بيان ل «الإخوان المسلمين» صدر الخميس «يؤسفنا أن نقول إن السيد كوفي أنان وبعثته العاملة على الأرض السورية، لم ينجحا حتى الآن في تنفيذ البند الثالث من مبادرته الذي ينص على تحسين سبل المساعدات الإنسانية». وأضاف: «لم ينجح السيد أنان حتى الآن في إغاثة المنكوبين وتقديم المساعدة إلى المحتاجين، ولو في شكل زجاجة حليب أو عبوة دواء. ويأتي اليوم ليتحدث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أنصار بشار الأسد وأعضاء من المعارضة». وتابع: «أليس من حقنا أن نقول للسيد كوفي أنان دعنا ننتظر حتى تنجحوا في وقف المجازر التي يرتكبها بشار الأسد وعصابته، وتنجحوا في إغاثة المنكوبين، وتفتحوا أبواب المعتقلات أمام أبنائنا، لتنتقلوا، بعد ذلك، إلى ما هو أكبر منه؟». وقالت الجماعة إن أنان يقترح إشراك «عصابات الأسد» في «حكومة وحدة وطنية مستقبلية تشكل مخرجاً من الأزمة التي يراها (...) صراعاً دولياً أو إقليمياً أو طائفياً»، بينما هي «في حقيقتها ثورة شعب على الظالمين والمستبدين والفاسدين والمتوحشين». وأكد الإخوان أن «أي حل سياسي في سورية لن يكون إلا بين أطراف مدنية سياسية في تعبيراتها ومرتكزاتها»، وأن «أي مبادرة تقدم خارج هذا الإطار إنما هي محاولة للالتفاف على ثورة الشعب السوري». واعتبروا أن «أي حكومة تشكل تحت عنوان الوحدة الوطنية في مناخ القتل والاعتقال والتعذيب، هي نوع من خداع النفس والانخراط في لعبة النظام وفي أحاديثه العبثية عن الإصلاح والانفتاح». ووضع البيان «المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الإنسانية والسياسية»، مؤكداً أن «الوقت ضاق على جميع المبادرات العبثية التي لا تستوعب الواقع بكل معطياته الحقيقية، ولا تستجيب لمطالب الشعب». وكان ديبلوماسيون نقلوا عن أنان اقتراحاً بتشكيل حكومة انتقالية في سورية تضم أنصار الرئيس السوري وأعضاء من المعارضة. وقال الديبلوماسيون إن القوى العظمى (روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) تدعم هذه الفكرة التي ستُبحث خلال اجتماع مجموعة العمل حول سورية غداً في جنيف. وأكدت موسكو الخميس أن «لا اتفاق نهائياً» على اقتراح أنان بعد. وقال صبرا إن المعارضة السورية ستجتمع بأطيافها كافة في القاهرة في الثاني من تموز (يوليو) من أجل توحيد مواقفها وللبحث في المرحلة الانتقالية ووضع رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية ومستقبل سورية». وقال سمير النشار عضو المجلس الوطني السوري «لا يزال الاقتراح غير واضح بالنسبة لنا لكنني أستطيع أن أقول لك إنه إذا لم يذكر صراحة أن على الأسد التنحي فإنه لن يكون مقبولاً بالنسبة لنا». وأضاف: «إذا قال الاقتراح إن على الأسد التنحي فإن فكرة السماح لأعضاء آخرين بالحكومة الحالية بالمشاركة يمكن أن تكون مطروحة للمناقشة». لكن مقاتلي المعارضة يقولون إنه لا يوجد ما يمكن قبوله في الخطة وإن صبرهم نفد في ما يتعلق بجهود إحلال السلام التي يبذلها أنان. وقال أحمد، أحد مقاتلي الجيش السوري الحر في حمص: «هذه مجرد متاهة جديدة، أن نتوه ونساوم في شأن من يستطيع المشاركة ومن لا يستطيع... حماقة جديدة بالنسبة لنا». كما رفض عضو في الجيش السوري الحر في ضاحية دمشق هذه الجهود وقال: «سأكون مباشراً الجيش السوري الحر يؤدي عمله ولا ينظر إلى العالم الخارجي. لا نريد حكومة انتقالية ما لم تشكلها المجالس العسكرية المعارضة، العالم يتآمر على الثورة السورية». وقال أحمد المقاتل بالمعارضة: «أنا ضد الخطة وضد أنان، كم خطة طرحها؟ كل ما تفعله هو أنها تتيح المزيد من الوقت لاستمرار القتل».