بعدما شغلت الاحاديث وتحولت الى فيلم سينمائي تصدّر أرقام مبيعات شبابيك هوليوود، ها هي قناة «ناشيونال جيوغرافيك ابو ظبي» تدخل في كواليس «نبوءة المايا» التي تزعم انتهاء العالم في العام الجاري، والتي يتفق كثر على أنها مجرد خزعبلات. يأخذنا البرنامج عبر الأطلسي لنحط رحالنا في المكسيك، التي كانت مهداً لأحد أكثر شعوب المعمورة إثارة للإعجاب والذي ضاهى الفراعنة بما توصل إليه من إبداع قبل الميلاد بمئات السنين. ويقال إن كهنة شعب المايا، الذي عرف عنه بناء الأهرام أيضاً، توقعوا قدوم المسيحية والفتح الإسباني لأميركا الوسطى. كما يقال إنهم توقعوا قبل 800 عام اندلاع الحرب العالمية الأولى، وصعود هتلر إلى السلطة، وزلزال تسونامي الذي وقع في العام 2006 ودمر جنوب شرقي آسيا. وأن كارثة طبيعية لا حصر لمداها ستقع في 21 كانون الأول (ديسمبر) 2012 وتُدمر الأرض وتقضي على البشرية في غضون سنوات قصيرة. وبينما نقترب من هذا اليوم، تحظى نبوءات هنود المايا وما تزعمه بانتباه متزايد على مستوى العالم. وقد كانت هذه النبوءات مادة خصبة لمخرجي ومنتجي الشاشة الكبيرة، اذ تصدر قوائم مبيعات هوليوود في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام فيلم «2012» الذي يتناول قصة «نبوءة المايا» وكيف سيؤدي دمار الأرض إلى نهاية العالم. لكن السؤال الذي يطرح هنا: هل هناك أي أساس علمي لنبوءات هنود المايا أم أن شفرة المايا لم تكن سوى فكرة رائعة لإنتاج فيلم عن الكوارث؟ يتناول برنامج «النبوءة الأخيرة» الرحلة التي يأخذها على عاتقه الدكتور آدم معلوف، عالم الجيولوجيا في جامعة برينستون، للنظر إلى هذه النبوءة من منظور علمي حديث. ويسافر معلوف إلى معابد هنود المايا القديمة في ولاية يوكاتان بالمكسيك، ويهبط إلى سراديب أثرية موجودة في مدينة دريسدن في ألمانيا، ويحملنا إلى غياهب الصحراء الأسترالية الكبرى للبحث عن الحقيقة. وبغية توضيح التفاصيل العلمية، شهد إنتاج البرنامج استخدام تقنيات حديثة متقدمة، بما فيها الرسوم المتحركة المعالجة بالكومبيوتر، كما تضمن حوارات متخصصة مع العلماء في مجالات الجيولوجيا والإنسانيات والفلك.