يؤدي أندريس إنييستا دوره بإتقان في منتخب إسبانيا، ويصنّفه خبراء بين أفضل لاعبي «يورو 2012»، وأفضل عناصر «لا روخا» في هذه البطولة. وما تقدّم ليس غريباً عن هذا النجم صاحب الأداء المميز في فريقه برشلونة، والذي يختلف عن زملاء كثر مفضلاً الهدوء السكينة على الأضواء والصخب بعيداً من الملاعب وضغط المباريات. وقد تلتقيه في شوارع برشلونة شخصاً عادياً تكاد لا تعرفه، يقود عربة طفلته فاليريا وبجانبه زوجته آنا أورتيز مضيفة الطيران السابقة. علماً أن تحركات هذا الثنائي الذي سيقعد زواجه رسمياً عقب أسبوع من اختتام ال«يورو»، تثير اهتمام الصحافة لا سيما بعد ولادة فاليريا في نيسان (أبريل) 2011. وعززت بطولة أوروبا الاهتمام بانييستا، على رغم أن اسمه وصورته يستخدمان في حملات إعلانية عدة. لكن «يورو 2012» كثّف الإقبال عليه، فحالياً هو الصورة الدعائية لثمان ماركات تجارية، تروّج لمنتجاتها خلال ال«يورو». وسيبدأ يوم الجمعة المقبل عرض فيلم رسوم متحركة عن القراصنة، و«يجسّد» إنييستا بصوته شخصية القرصان ألبينوس، وهو على مثاله «خجول ومخلص». ومنذ أن رزق إنييستا بفاليريا، أصبح يمضي وقتاً أطول معها في منزله الكائن بأحد ضواحي برشلونة، والذي يبعد نحو 4 كلم عن مركز التدريب التابع للنادي. ويهوى إنييستا جمع الدمى المتحركة، وقد خصص غرفة لها في منزله، حيث يستمتع بقراءة كتاب أو تناول الطعام مع أصدقاء، ومنهم الأخوان مينوز عضوا فرقة الروك «ايستوبا» الذائعة الصيت في إسبانيا وأميركا اللاتينية، وزميله في برشا «صديقه الحميم» فيكتور فالديز. وارتياد السينما «مشروع مفضل» أيضاً عند إنييستا، كما يهتم بترتيب مكتبته التي تحتل فيها رواية «ظل الريح» لكارلوس رويز زافون الصدارة، وهي تصف أجواء برشلونة في مطلع القرن الماضي. وكان مدرب برشلونة السابق جوسيب غوارديولا يقدّم إنييستا مثالاً للناشئة في أكاديمية النادي الكاتالوني، كونه أنيقاً وبسيطاً لا يهتم بوضع أقراط في أذنيه أو الظهور بتسريحات غريبة. وهو دائماً مثال الملتزم بقواعد الفريق وأنظمته والمخلص له والمضحي لتحقيق تطلعاته. حصل إنييستا (28 سنة) على إجازة جامعية في الإعداد البدني عن طريق المراسلة. والمسهم في حصد منتخب إسبانيا بطولة أوروبا 2008 وكأس العالم 2010، وبرشلونة دوري أبطال أوروبا في أعوام 2006 و2009 و2011، أنقذ ألباشيتي (درجة ثالثة)، نادي طفولته، مستثمراً فيه 400 ألف يورو، فبات المساهم الرئيس فيه، ويمثله والده خوسيه أنطونيو، اللاعب السابق، في مجلس إدارته. وفي كتابه «سنة في الجنة 2008 – 2009» الذي يتناول موسم برشا الاستثنائي، يورد إنييستا أن برشلونة هزّ شباك ألباشيتي سبع مرات خلال مباراة واحدة عام 1991، «وبالكاد كنت بلغت السابعة من عمري، حزنت وغضبت ووجاهرت بأنني أشجع ريال مدريد، كان خطأ طفولياً، ولا أحاسب عليه بالتأكيد». وتحمل قمصان ألباشيتي عبارة «بوديغا إنييستا»، وهي مؤسسة زراعية في قريته فونتيابيلا على بُعد 45 كلم المدينة، تعنى بالكرمة ومنتجاتها. وأسسها والده عام 1990 وتمتد كرومها حالياً على مساحة 120 هكتاراً.