أعلنت الحكومة الجزائرية أن رئيسها عبد المالك سلال سيشارك ممثلاً عن رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة في الاحتفالات المخلدة للذكرى السبعين لإنزال بروفانس في تولون (جنوبفرنسا) المقررة اليوم، ما أثار جدلاً تاريخياً في البلاد. وقال مؤرخون إن «الجزائر ترسم صفحة عنوانها طي خلاف الذاكرة». وأوضح بيان رئاسة الوزراء أن بوتفليقة كلّف سلال بتمثيله في الاحتفالات المخلّدة للذكرى السبعين لإنزال بروفانس. وتوجّه 12 جزائرياً من قدماء المحاربين أول من أمس، للمشاركة في الذكرى. وأعلنت السفارة الفرنسية في الجزائر، أن كل رؤساء الدول التي قدم جنودها خلال الحرب العالمية الثانية دعماً للجيش الفرنسي لمكافحة الاحتلال النازي، سيحضرون الاحتفال. وستكون الجزائر ضمن مجموعة الدول الإفريقية الأخرى التي اقتيد مواطنوها للمشاركة في الحرب العالمية الثانية لصد الاحتلال النازي. وأثنى بيان السفارة الفرنسية على المساهمة الكبيرة التي قدمها الجزائريون خلال الحرب العالمية الثانية في مساندة الحلفاء. وأضاف أنهم كانوا «أكثر عدداً وفي الصفوف الأولى وقدموا مساعدات كبيرة». وساهموا في تحرير الناحية الجنوبيةلفرنسا، واسترجاع منطقة تولون ومارسيليا وستراسبورغ والتنسيق مع جيش الحلفاء، الذي نزل على السواحل الفرنسية في منطقة النورماندي في عملية الإنزال الأولى والحملة الايطالية والتونسية. لكن موافقة الجزائر على مشاركة قدماء محاربيها في هذه الذكرى، بعد أيام قليلة على الجدل الذي دار حول مشاركة الجزائر في احتفالات الرابع من تموز (يوليو) الماضي، أثارت انتقادات جديدة. وقال المؤرخ الجزائري عامر رخيلة ل «الحياة» إن «الخطاب السياسي يتراجع تدريجاً في ملف الذاكرة. الواضح أنه قرار سياسي». وفي سياق آخر، وصفت الخارجية الأميركية تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بالتنظيم الذي يمكنه تهديد أمن الرعايا الأميركيين، محذرةً من أخطار السفر إلى الجزائر، وذلك بسبب «التهديدات الإرهابية» وأخطار التعرض للخطف. وحضت الخارجية «المواطنين الأميركيين المسافرين إلى الجزائر على القيام بتقويم دقيق للأخطار التي تمس سلامتهم الشخصية، مع الأخذ في الاعتبار التهديد الإرهابي الكبير وعمليات الاختطاف في الجزائر». وأوضح التحذير أن «غالبية الهجمات الإرهابية تحدث في المناطق الواقعة شرق العاصمة الجزائروجنوبها». وأشارت الخارجية إلى أن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لا يزال ينشط في الجزائر»، محذرةً أيضاً من التهديدات المتنامية «للحركة من أجل التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا».