أنقرة - أ ف ب، يو بي أي - أوقفت الشرطة التركية أمس، نحو 200 شخص للاشتباه في انتمائهم الى «حزب التحرير» الإسلامي المحظور، وذلك في عمليات دهم نفذتها في 23 موقعاً بأنحاء البلاد. وأكدت الشرطة التي تحركت استناداً الى معلومات وفرها فرع مكافحة الإرهاب في العاصمة أنقرة، العثور خلال عملية الدهم الواسعة على وثائق تربط الموقوفين بالحزب الذي يطالب بإنشاء دولة إسلامية عالمية، لكنه يصر على إن وسائله «سلمية»، رغم ان اوزبكستان تتهمه بالوقوف خلف سلسلة تفجيرات استهدفت عاصمتها طشقند العام 2004. وتنفذ أجهزة الأمن التركية بانتظام اعتقالات في أوساط إسلامية، خصوصاً تلك الموالية لتنظيم «القاعدة» الذي نسبت اليه اعتداءات اسطنبول في تشرين الثاني (نوفمبر) 2003، والتي استهدفت كنيسين يهوديين والقنصلية البريطانية ومصرف «اتش.اس.بي.سي»، وأسفرت عن سقوط 36 قتيلاً ومئات الجرحى. وفي العام 2007، حُكِم سبعة ناشطين يشتبه في انتمائهم الى «القاعدة» بالسجن المؤبد بتهمة التورط باعتداءات اسطنبول. وكانت صحيفة «صندي تايمز» البريطانية أفادت في الخامس من الشهر الجاري أن «حزب التحرير» يضغط لإطاحة نظام الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، وانه دعا إلى تنفيذ انقلاب عسكري أبيض في باكستان وإنشاء الخلافة الإسلامية فيها. ونشرت الصحيفة ان عشرات من ناشطي الحزب في بريطانيا انتقلوا الى مدينتي لاهور وكراتشي الباكستانيتين، بعدما حددت قيادته البلاد «قاعدة لنشر حكم الإسلام في العالم». وأشارت الى أن طيب مقيم الذي يدرّس اللغة الإنكليزية في مدينة ستوك البريطانية، انتقل إلى لاهور لتجنيد باكستانيين في حزب التحرير، موضحة انه انشأ مكتباً له في جامعة المدينة «لإخضاع المسلمين والدول الغربية لقوانين الشريعة الإسلامية، وبالقوة إذا تطلب الأمر». ونسبت الصحيفة إلى مقيم قوله إن «استراتيجيات حزب التحرير في باكستان تركز على التأثير على ضباط القوات المسلحة. وسيجري نشر حكم الإسلام عبر الدعوة أو الوسائل العسكرية في حال لم تؤيدها الدول غير المسلمة». وأسس امتياز مالك الحاصل على الجنسية البريطانية، فرع «حزب التحرير» في باكستان مطلع التسعينات من القرن العشرين، ومارس نشاطاته بسرية، ونجح في توسيع حملات التجنيد بين أوساط طلاب الجامعات والمعاهد الخاصة، وأهمها في لاهور.