أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند على الدور المحوري المهم لسورية في الشرق الاوسط، خصوصاً بالنسبة الى التوصل الى تسوية دائمة في المنطقة، وكذلك بسبب علاقاتها الوثيقة مع ايران. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في اعقاب محادثاتهما التي استغرقت ساعات عدة في وزارة الخارجية البريطانية. ورحب ميليباند بموقف سورية لتثبيت الاستقرار في المنطقة، مشدداً على اهمية توسيع العلاقات الثنائية الاقتصادية في الفترة الاخيرة. وقال ان هناك فرصة فريدة سانحة لتحقيق تسوية شاملة في المنطقة. وقال ان سورية في موقف فريد للتأثير على سياسات ايران، بينما اكد ان لدى طهران فرصة، خصوصاً بعد عرض الرئيس باراك اوباما في هذا الشأن. وقال ان المحادثات شملت آفاق التسوية في المنطقة، وانه تلقى دعوة من المعلم لزيارة دمشق. من جانبه، شدد المعلم على النتائج الايجابية لمحادثاته مع ميليباند، وقال: «نرحب بموقف الرئيس اوباما»، مؤكداً ما قاله ميليباند من ان السلام مصلحة قومية لاميركا وكذلك بريطانيا. وأوضح ان الوساطة التركية بين سورية واسرائيل كانت رائعة، و «نتطلع الى اليوم الذي يمكن ان يتم فيه استئناف المفاوضات». غير انه اكد ان موقف الحكومة الاسرائيلية سلبي للغاية، وينبغي في المقام الاول ان تؤكد اسرائيل التزامها الانسحاب الكامل من الجولان وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. وأضاف: «نحن مع اختبار نيات اسرائيل قبل اجراء اي محادثات مباشرة بين الجانبين، والتأكد من التزامها الحل الشامل والانسحاب الكامل من الجولان وفقاً للمرجعيات الدولية». ورداً على سؤال في شأن توجيه دعوة لاوباما لزيارة سورية، قال المعلم: «نرحب بزيارة الرئيس اوباما دمشق، الا انه لم تتم توجيه زيارة رسمية بهذا الشكل». وشدد على اهمية ان تكون المنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل، على ان يشمل ذلك اسرائيل وايران. وسئل المعلم عن هدف المؤتمر الدولي للسلام، فقال ان سورية «لن تحضر اي مؤتمر من دون الاعداد الجيد له لأن فشله ستكون له انعكاسات خطيرة». من جانبه، قال ميليباند ان المجتمع الدولي وافق على عقد المؤتمر الدولي المقبل للسلام في موسكو، وان الأمر سيحتاج الى وقت لأن الناس في المنطقة سئمت من وجود عملية سلام من دون التوصل الى اجراءات عملية لتحقيق السلام. وشجب مجدداً سياسة الاستيطان الاسرائيلية، مؤكداً ان المستوطنات غير مشروعة وتمثل عقبة امام السلام، مؤكداً دعمه موقف اوباما في هذا الشأن.