الانقلاب علي الثورة آت لا محالة، لكن السيناريو هو موضوع النقاش، فهل سيكون انقلاباً ناعماً مثل التزوير الناعم، ينام الثوار على أحلام بمصر الحرية والعدالة الاجتماعية فيصبحون على قرار الضبطية القضائية الذي صدر في توقيت مُعَدٍّ له سلفاً استعداداً لأي خروج على شرعية الصندوق؟ وحسب نص قرار وزير العدل، فإن مقاومة الحكام والتظاهر من دون علم السلطات يعد جريمة ومسوغاً للقبض على مرتكبها. وهكذا رجعت ريما لعادتها القديمة، وكأن النظام لايستطيع العيش من دون قانون استثنائي. وهكذا جاء القرار في وقت الانشغال في أمور كثيرة مثل امتحانات الثانوية العامة ومباريات بطولة أوروبا في كرة القدم والصمت الانتخابي وحكم المحكمة الدستورية في شأن قانون البرلمان وقانون عزل الفلول. وكأن الذي يدير البلد يعامل الشعب الثائر بمبدأ الإنهاك حتى يبدد قواه البدنية ويستنفد موارده المالية ويجهد عقله وفكره، حتى إذا وصل الى مرحلة العجز الكامل عن التفكير والفعل والكلام وشلت حركته و "كاد المريب يقول خذوني" يقوم الطرف الحاكم بالانقلاب الناعم بكل سهولة ويسر ولن يجد من يعارض أو يفتح فمه بكلمة، حتى عندما يستجمع الشعب قواه ويحاول أن يثور من جديد فسيجد مشكلات جديدة لاستنفاد طاقته، تماماً مثلما كان يفعل الرئيس حسني مبارك الذي جعل الناس تلهث طوال الوقت وراء لقمة العيش ولا تجدها إلا بطلوع الروح في طوابير لكل شيء حتى يقتل وقت الفراغ لأنه يعلم أن الشعب إذا تفرغ له فسوف يطيحه، وهذا ما يحاول الحكام فعله الآن. يقول الدكتور سيف الدين عبدالفتاح: "على «بلاطة» ومن دون مواربة، قام العسكري بانقلاب ناعم، بتزييف قائم، لا بتزوير صادم، حيث سلم الدولة بكل أجهزتها يداً بيد لأحمد شفيق، بالمؤسسات المنحلة وغير المنحلة، بالحزب الوطني المنحل، بالأجهزة الأمنية المنحلة والقائمة، برجال أعمال مبارك، بأجهزة البيروقراطية المصرية عن عمد وإدارة محلية وجمعيات زراعية ونقابات مصطنعة، بمباركة ورعاية العسكري سلم له نصف الدولة فى الجولة الأولى ومسلم له نصف الدولة الآخر فى الجولة الثانية، وبمباركة بعض القوى الدولية والإقليمية المتنفذة في مصالح داخلية ربطت نفسها بمصالح إقليمية ودولية فى حركة تابعة، تعبر عن أن الثورة فى خطر كبير". بعد كل هذا الكم من الإحباط، فإن الأمل موجود أكثرمما سبق. أولاً: لأن الله موجود، وما يعلم جنود ربك إلا هو. وثانياً: لأن الإبداع موجود لدى الشباب، وهم قادرون على الإبهار دوماً.