سجل ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، على مدى عقود، حضوراً بارزاً في أوساط المثقفين والمؤرخين والكتاب والصحافيين، الذين يعرفون حرصه على تعزيز ودعم المجال العلمي والثقافي في المملكة. إذ يُعد بين المحيطين فيه «مرجعاً مهماً» في المسائل التاريخية المتعلقة في الجزيرة العربية. وهذا ما جعله مؤهلاً لأن يكون الشخص الأنسب ليترأس مجلس إدارة «دارة الملك عبد العزيز». وتقدم «الدارة» سنوياً، جائزة لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، إضافة إلى جائزة أقرت أخيراًَ، تحمل اسم المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، لأفضل كتاب يتفق مع أهداف «الدارة». ويرى باحثون تاريخيون، أن «جهود ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز أسهمت في شكل فعلي، في كتابة تاريخ العرب بأيد عربية نقية، وبسمات عربية حضارية إسلامية صريحة، أغنت المكتبة العربية بالمراجع العلمية الرصينة». ول «الدارة» نشاط منوع، سعت من خلاله إلى أن توسع دائرة اهتمامها، وأن تخاطب شرائح وفئات مختلفة، عبر التعاون بينها وبين عدد من الجهات والمؤسسات. إذ اتفقت مع الهيئة العامة لسياحة والآثار، في مجال توثيق القصور والمباني التاريخية للمملكة، وتحقيق المعلومات التاريخية وإجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بها. كما يتم التخطيط الآن لإقامة عمل مشترك بينها وبين الأندية الأدبية في المملكة، للقيام بنشاطات علمية وثقافية مشتركة وفق برنامج منظم، يشمل المحاضرات العامة والندوات والمؤتمرات والمسابقات الثقافية وورش العمل وجلسات الحوار والمعارض. على أن تتركز على تاريخ السعودية والثقافة الوطنية والانتماء. كما سيتم إنشاء وحدة العلوم والتقنية بالدارة تكون مهمتها الإشراف على مشاريع التعاملات الإلكترونية، بما يتوافق مع متطلبات الخطة الوطنية للعلوم والتقنية. وتخدم «الدارة» مشاريع جمع المصادر التاريخية، وإعدادها للدراسة والنشر، وهو ما جعلها تتبوأ مكانة عالية أهلتها لتصبح مقصد الباحثين والباحثات. وصارت تعادل داراً علمية لإنتاج بحثي مميز في تاريخ المملكة العربية السعودية، والجزيرة العربية، وتاريخ منطقة الخليج العربي، التي تمتلك نقطة تاريخ مشترك كبيرة ومهمة تتحد فيها الشعوب الخليجية كافة. وقدم ولي العهد الأمير سلمان دعماً منوعاً لجامعات كثيرة، كإنشاء الكراسي البحثية، مثل كرسيه لدراسة تاريخ الجزيرة العربية في قسم التاريخ في جامعة الملك سعود، وكرسيه لدراسة تاريخ مكةالمكرمة في قسم التاريخ في جامعة أم القرى، وكرسي الملك عبدالعزيز لدراسات تاريخ المملكة في قسم التاريخ والحضارة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ويتواصل ولي العهد الأمير سلمان مع هذه الكراسي، عبر إلقاء المحاضرات فيها، كمحاضرته «الأسس التاريخية والفكرية للمملكة» في الجامعة الإسلامية، ومحاضرة عن «الجوانب الإنسانية والاجتماعية في حياة الملك عبدالعزيز» في جامعة الملك سعود. وذكر مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان، في وقت سابق، موقفاً لولي العهد الأمير سلمان، صرح به خلال رعايته اللقاء العلمي الثالث عشر للجمعية التاريخية السعودية بعنوان: «الجزيرة العربية: تاريخ وحضارة»، إذ تبرع بأكثر من ستة ملايين متر مربع لأرض الجامعة. يذكر أن الأمير سلمان بن عبد العزيز، يرأس عدد من المؤسسات الجمعيات العلمية والثقافية، منها: رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك فهد الوطنية، والرئيس الفخري للجمعية التاريخية السعودية، إضافة إلى كونه الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز الإسلامية.