طالب متحدثون من دول مجلس التعاون الخليجي بإصدار فتوى لدفن المتوفين بفايروس «إيبولا»، بطريقة مختلفة عن حالات الوفاة المعتادة، تجنباً لنقل العدوى منه إلى غيره من الأحياء، والترخيص في أداء صلاة الميت عليه غيابياً، بما يتوافق مع أدبيات الجنازة في الشريعة الإسلامية. واقترح الوفد الكويتي والقطري خلال الاجتماع التنسيقي الخليجي بشأن فايرس «إيبولا» الذي عقد أمس في مقر المكتب التنفيذي لدول مجلس التعاون الخليجي بالرياض، إصدار فتوى من الجهات المختصة في المملكة للتعامل مع جثث الموتى بالفايروس تسمح لأهل المتوفى بالصلاة عليه غيابياً، تجنباً لنقل العدوى، وأن تعمم على دول المجلس. وعلق ممثل وزارة الصحة السعودي الدكتور عبدالله عسيري على اقتراح الوفدين الكويتي والقطري، بوجود «فتوى عامة تسند إلى القاعدة الفقهية «لا ضرر ولا ضرار» ويعمل بها حالياً». مضيفاً أن ما حصل مع الحالة التي توفيت أخيراً في المملكة على أنها من ضحايا إيبولا، تمت الاستعاضة بالصلاة على الميت صلاة الغائب»، مؤكداً أن ذلك لا يمنع المطالبة بإصدار فتوى من جهات الإفتاء العليا تكون عامة للأمراض المعدية، وكيفية التعامل مع جثث الموتى. وطالب وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه عبر اتصال هاتفي مع مدير المكتب التنفيذي الدكتور توفيق خوجة بتوصيات واقعية وعملية، ولا تندرج تحت «التهويل أو التهوين»، لافتاً إلى أن وزارته مستعدة لموسم الحج والعمرة منذ وقت طويل. وفي السياق ذاته، أصدرت وزارة الصحة بياناً صحافياً أمس، حول توصيات الاجتماع الخليجي بشأن فايرس «إيبولا»، دعت فيه إلى إجراءات احترازية عامة مثل تحديث وتطوير الخطة الخليجية الوطنية لمكافحة مرض إيبولا، وتفعيل خطط الجاهزية والاستعداد والترصد الوبائي المتكامل للأمراض المعدية والطارئة، إضافة إلى تدريب القوى العاملة الخليجية على أعمال التقصي والمراقبة لمكافحة الفايروس في دول المجلس. كما أوصى الاجتماع الخليجي بضرورة قيام دول المجلس بتنفيذ جميع الاشتراطات والإرشادات الصادرة عن وزارة الصحة السعودية بشأن القادمين للزيارة لأداء العمرة والحج، والعمل على مراجعة قائمة الدول الموبوءة بصفة دورية. وطالبت الوفود الخليجية منظمة الصحة العالمية بتقديم الدعم لدول مجلس التعاون لاحتواء تفشي فايروس إيبولا، عبر مشاركة المتخصصين والمعنيين بمكافحة الأمراض، وتزويد الدول الأعضاء والمكتب التنفيذي بآخر المستجدات والتطورات الحاصلة في إنتاج الأدوية لمكافحة وتثبيط الفايروس. وشدد المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة على ضرورة تأمين الأدوية التي تكافح الفايروس بشكل جماعي عن طريق برنامج الشراء الموحد لدى المكتب حتى تتحقق الاستفادة المثلى لجميع الدول الأعضاء.