تقدم لبنان بالتعازي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ومن قيادة المملكة العربية السعودية والشعب السعودي بوفاة ولي عهد المملكة وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز. وفيما دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد قباني إلى إقامة صلاة الغائب في كل مساجد لبنان، أعلنت السفارة السعودية لدى لبنان أنها ستستقبل المعزين بوفاة ولي العهد، أيام الاثنين والثلثاء والأربعاء، من الخامسة بعد الظهر حتى الثامنة مساء في جامع محمد الأمين في وسط بيروت. واعرب رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن حزنه لوفاة ولي العهد، متقدماً من الملك عبد الله بن عبد العزيز والقيادة والشعب السعوديين «بأحر التعازي». وأبرق رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى خادم الحرمين، معزياً باسمه وباسم المجلس بوفاة ولي العهد، ومعزياً أيضاً الحكومة ومجلس الشورى والشعب السعودي. وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي سيتوجه اليوم إلى السعودية للمشاركة في الصلاة على الفقيد باسم الدولة اللبنانية: «بغياب الأمير نايف تخسر المملكة والأمة العربية والإسلامية رجلاً مقداماً تميز بمواقفه الشجاعة والحكيمة ومناصرته القضايا العربية. كما يخسر صديقاً وأخاً لم يتردد يوماً في الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في سنوات المحن وفي مرحلة إعادة لم الشمل». ورأى الرئيس اللبناني السابق أمين الجميّل في غيابه في هذه المرحلة الدقيقة «خسارة كبيرة للمملكة»، لافتاً إلى «دوره الأساسي في رسم السياسة السعودية وتعزيز حضور المملكة على الساحتين العربية والدولية». كما أشاد بدوره الكبير في تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة الشقيقة، مشيراً إلى أن لبنان فقد بغيابه «صديقاً عزيزاً وسنداً دافع على الدوام عن حقوقه، وقدّم له في أكثر من محطة كل خطوات الدعم الممكن»، لافتاً إلى أن «صورته المضيئة ستبقى ساطعة في ذاكرة اللبنانيين». ورأى الرئيس السابق للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أن «الخسارة التي لحقت بالعرب والمسلمين بغياب الأمير نايف كبيرة ومؤلمة، لما كان يتمتع به من دور وموقع على مختلف المستويات. ولما كان يؤمل منه بعد الدور الكبير الذي لعبه في الدفاع عن الدولة السعودية في مواجهة الإرهاب والإرهابيين وفي الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين»، مؤكداً «أن الأمير نايف رحمه الله كان رجل دولة وحزم وإرادة، وخسارته في هذا الوقت أصابتنا بالحزن والألم الشديدين». وقال الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري الذي اتصل بخادم الحرمين الشريفين معزياً: «خسرت المملكة والأمة العربية والإسلامية بوفاة ولي العهد السعودي رحمه الله، شخصية فذة، نذرت حياتها للدفاع عن قضاياها وحماية مقدراتها، في مواجهة العابثين بأمنها والطامعين بخيراتها». وأضاف: «لقد ارتبط اسم الراحل الكبير بالتواضع وبصفات إنسانية عاشها أفراد الشعب السعودي، كما ارتبط بمفاهيم الاستقرار الوطني والقومي، وجعل من المملكة حصناً منيعاً أمام مخططات الإرهاب وكل من تسوِّل له نفسه التلاعب بأمن المملكة ومصالح شعبها». ووصف الحريري الراحل بأنه «رجل استثنائي، التزم العمل الدؤوب والمتواصل في سبيل توفير مقومات السلامة والأمان لشعبه، وحقق إنجازات مشهود لها حتى أصبح مثالاً يحتذى به ونموذجاً مميزاً في هذا المجال». وقال: «إننا في لبنان نشعر بمهابة هذه الخسارة الكبيرة وغياب رجل أحب بلدنا وساهم في دعم مؤسساته الشرعية، وعمل على خطى أشقائه في القيادة السعودية الكريمة لمد يد المساعدة إلى شعبنا في أصعب الظروف».