تواصلت أمس (الثلثاء) الأمسيات الشعرية، والجلسات النقدية لملتقى الشعر الخليجي، في فندق رمادا الهدا بالطائف، وسط حضور كثيف ومتنوع، خصوصاً أن فعاليات الملتقى تعقد خلال عطلة الصيف لحضور المصطافين في مدينة الطائف. وكانت حفلة الافتتاح شهدت (الإثنين) الماضي حضوراً كبيراً، وكُرم خلالها عدد من الشعراء والباحثين. وفي الحفلة خاطب وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان الشعراء قائلاً: «من أرض الجزيرة العربية ومن أطلال سوق عكاظ وملاحمه الشعرية الخالدة التي أصبحت منهجاً لمدارس الشعر العربي كافة، وبحر العرب الذي أشرفوا على سواحله من كل جانب، أنتم اليوم تجسدون في هذا الملتقى التعاون المستمر وتبادل الخبرات والتجارب بين أبناء دول الخليج العربي في مجال الشعر، بهدف إثراء التجربة الشعرية والتعرف على المجالات والإمكانات الإبداعية والجمالية لدى الشعراء في دول المجلس». وقال الحجيلان: إنها فرصة سانحة للمبدعين والمعنيين بالأدب من جيل الشباب للاستفادة والالتقاء بالشعراء والنقاد، وبناء علاقات ومعارف تزيد التجربة تنوعاً وتفتح آفاقاً جديدة للإبداع في هذا الجانب». وفي حفلة الافتتاح استعرض ممثل أمانة مجلس التعاون الخليجي في الملتقى عبدالله أبومعطي خطوات الإعداد والتنظيم لتنفيذ الملتقى واستضافة المملكة له، من خلال نادي الطائف الأدبي، تفعيلاً لدور مؤسسات المجتمع المدني وعلى وجه الخصوص المؤسسات الثقافية. وأوضح أبومعطي أن تنظيم الأنشطة الثقافية والفكرية بشكل دوري بين دول المجلس «يعزز الوحدة الثقافية وتنمية صيغ التبادل الثقافي، وإدراكاً لمكانة الشعر في الهوية الثقافية العربية، وما يحمله من قيم تزين هذه الثقافة، ودعماً لإبداعات أبناء المنطقة في هذا المجال الذين أسهموا في حفظ هذه الثقافة الخالدة عبر العصور». وتطرّق رئيس نادي الطائف الأدبي عطاالله الجعيد إلى ما يمنحه الشعر من الحياة، موضحاً أن الشعر «برزخ العلاقة بين المكان والإنسان تتراءى فيه جماليات الأدب والإبداع للشعر وبالشعر». واعتبر رئيس وفد الإمارات العربية المتحدة سعيد العامري ملتقيات الشعر الخليجية «فرصة لشعراء المجلس للتعارف وتبادل الخبرات والتجارب والاستفادة من بعضهم البعض، والتعريف بالمبدعين والمثقفين وعرض لإصدارات الدول المشاركة، وفرصة لإبراز الإنتاج الثقافي والشعري بشكل عام». وقالت الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد إنها ستشارك بقصائد تنتمي إلى القصيدة الحرة. ولفتت الهنوف في حديث لوكالة الأنباء السعودية إلى أن الملتقيات الشعرية، تعكس التفاعل بين الأنواع الشعرية، مثل الشعر العمودي، والتفعيلة، والقصيدة الحرة. وتطرقت إلى ثلاثة دواوين لها، الأول «سماوات» وتقدم فيه نصوصاً مفتوحة وتأملية. والثاني «جدران» وفيه قصائد عن طبيعة المرأة، إضافة إلى الديوان الثالث «ريح يوسف» وتناولت فيه علاقة الأم بالطفل وعلاقة الوالد بالولد، وما ترتبط به من الحميمية والحنان.