عقدت في القاهرة ندوة لإطلاق «اللجنة الوطنية المصرية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والإبداع»، والتي تعد بمثابة «إطار مستقل للمثقفين المصريين، يستهدف تجميع طاقاتهم وتنظيمها فى صورة تكفل لهم -في سياق التطورات السياسية والاجتماعية والفكرية الجارية- طرح أفكارهم وعرض تصوراتهم ورؤاهم حول مستقبل البلاد بعد الثورة، والمشاركة في وضع السياسات الثقافية للدولة». وحضر الندوة، التي تمهد لمؤتمر ستعقده اللجنة في 1 و2 تموز (يوليو) المقبل، وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب، والأمين العام للمجلس الأعلى المصري للثقافة سعيد توفيق. بدأت الندوة بكلمة للمخرج مجدي أحمد علي، أكد فيها أن «تدشين اللجنة يعكس جزع المثقفين المصريين من شكل المجتمع في الأيام المقبلة نتيجة للصعود المتنامي للتيارات المتطرفة التي تحارب الإبداع جهاراً وكأنه العدو الوحيد لهذا الوطن». وحذَّر الناشط السياسي أحمد بهاء الدين شعبان من «القوى التي تستهدف العبث في مكونات الهوية المصرية المستقرة الجامعة وتتربص بالثقافة والإبداع، وترى فيهما تخريفاً، إن لم يكن تجديفاً، وتنظر إلى ما قدمه كاتب كبير مثل نجيب محفوظ، باعتباره فاسداً عاطلاً من القيمة». ورأى أن «معركة الجماعة الثقافية المستقلة والتي ظلت طوال عقود تقف في مواجهة المؤسسة الرسمية ومحاولاتها المستمرة لتدجين المثقف المصري، باتت الآن مع المتطرفين». وعبر الشاعر سيد حجاب عن قناعته بأن «ثورة يناير هي في جزء عبقري منها ثورة ثقافية، وعلينا أن نستكملها». ولاحظ أن «هناك محاولات منذ قيام الثورة وحتى يومنا هذا لإقصاء النخبة الشابة التي أطلقتها ومنعها من الوجود على الساحة». ورأى أن «معركة وضع دستور جديد للبلاد هي الأهم والأشرس لجهة حسم مصير ثورة يناير». وتابع: «هذه المعركة تديرها القوى السياسية على أساس لعبة المحاصصة بين المجلس العسكري و «الإخوان المسلمين»، وليس علينا ونحن نزعم أننا عقل هذه الأمة وضميرها أن نطلب الانضمام إلى هذه اللعبة الكريهة التي لن تفضي إلى دستور للحريات بل إنها ستفضي إلى دستور للاستبداد اذا لم نؤسس للجنة حقيقية تقوم على التوافق المجتمعي، لا على المحاصصة السياسية». ورأت الكاتبة سلوى بكر، أن المثقفين «فشلوا في إنتاج خطاب ثقافي مدني قوي ضد التيارات الظلامية التي تتصدر المشهد الآن». وأضافت: «وزارة الثقافة من بين مهماتها الأساسية أن تعين المجتمع على مشروع نهضة، لكنها بكل أسف ولأسباب تتعلق بنشأتها وطبيعتها، كانت تلعب الدور المجمل لسياسات الدولة القبيحة. هذا الدور يجب أن يتغير بعد الثورة». وقال الشاعر شعبان يوسف: «لا ينبغى أن تفوتنا الإشارة إلى الجهد الذي بذله شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة السابق الذي تأسست فكرة اللجنة في عهده». ونبَّه الناشط حسام عيسى إلى أهمية «الحفاظ على مدنية الدولة المصرية وضرورة التعامل بحسم مع القوى الظلامية الجهولة التي تريد ان تفقد مصر أعظم ما فيها، قوتها الناعمة». ومن بين الأهداف التي تقوم عليها اللجنة تحقيق التواصل بين الجماعات والتجمعات التي تنشط في الحقل الثقافي، وفي مجالات الفكر والإبداع، والتنسيق بينها، لصالح تدعيم العمل الفكري والإبداعي، وتجميع طاقات «الجماعة الثقافية المصرية»، وحفز إرادتها، بهدف خلق «جماعة ضغط» ثقافية، للمشاركة فى نقاشات إعداد الدستور الجديد للبلاد، لكفالة تضمينه مواد قاطعة الدلالة، تدافع عن حريات وحقوق المبدعين والمثقفين المصريين، وتشكيل جبهة متينة تتصدى لأشكال العدوان المستمر، ولأي عدوان مرتقب، على حرية الفكر والإبداع. وكذلك المشاركة فى وضع الأولويات الوطنية للعمل الثقافي في مؤسسات الدولة، والتواصل مع إبداعات ما بعد الثورة، التى تنبئ بميلاد أجيال جديدة، من شباب المبدعين. وتتضمن الأهداف كذلك نشر تراث المقاومة الثقافية والفكرية، فى مواجهة الاستبداد والتطبيع والتمويل المشبوه، وتعريف المجتمع بالمخاطر المادية المترتبة على تهديد حرية الإبداع والثقافة.