ينقل لنا الإعلام، بمختلف وسائله، الأخبار المتعلقة بالقتل وأحداثه، وما شد انتباهي في الآونة الأخيرة هو موضوع دفع «الديات»، وكثيراً ما تفاجأت بقيمة المبالغ المطلوبة مقابل إعفاء رقبة القاتل! فتجد البعض يطلب عشرة ملايين ريال، وآخر يطلب أضعاف ذلك، ولعل آخرها من طلب 30 مليون ريال مقابل إعفاء القاتل عن حد السيف. أصبحت أشك بأن هذا الموضوع أصبح تجارة لدى الناس التي تنتهز هذه الفرصة لطلب هذه المبالغ التعجيزية ليتحول بها الحال في يوم وليلة! فينتقلون من بساط الفقر، إلى قصور الغنى، على حساب آخرين ضعفاء ليس لهم ذنب! وبدعوة أن ابننا غالٍ ويساوي هذه المبالغ أو أكثر، فمن المعلوم أن مال الدنيا لا يساوي الابن أو الأخ أو أي أحد من ذويك ممن يعزون عليك... فإذا كان مبرر طلب هذه المبالغ الباهظة هو أن ابنهم غالٍ عليهم، وتعادل قيمته هذه الملايين، فإني على هذا المقياس، الذي يستخدمونه سأطلب بلايين الريالات، ولن أرضى بأقل منها لو فقدت أحد أبنائي، لا سمح الله، لأن ابني غالٍ على قلبي جداً، ولا يثمن بمال...! ولا تساويه ملايين الدنيا...! أرجو أن يكون هناك سقف لهذه الديات، وأن يوضع لها حد، فمن يتابعها اليوم يجد أنها وصلت إلى حد غير معقول! يُعرض المطالبون بدفع الدية إلى سؤال الناس وطلبهم المال، ويستنزف كل ما في جيوبهم، إن لم تكن خالية أصلاً! ثم أين ذهبت القيم والمبادئ التي حث عليها ديننا الحنيف؟ التي دوماً ما كانت تتطلع وتطمع في نيل الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى، وتعفو وتصفح لوجههِ تعالى؟ اختم بهذا الجزء من الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، قال: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه...»، رواه مسلم. خالد خلف آل غبين العنزي [email protected]