أ ف ب - الخيزران قوي، خفيف الوزن، ورخيص الثمن... ميزات ساهمت في انتشاره في آسيا، لبناء سقالات أو حتى لاستخدامه أساساً لأبنية دائمة كما هي الحال في جزيرة بالي الأندونيسية حيث استخدم في بناء مدرسة وفيلات ومصنع للشوكولا. يقول الأميركي بن ريبل، مؤسسة شركة «بيغ تري فارمز»، إن «الخيزران لا مثيل له بين مواد البناء، فما يمكن تنفيذه بواسطة الخيزران أمر رائع»، والدليل على ذلك نجاحه في بناء مصنع للشوكولا تبلغ مساحته 2550 متراً مربعاً في بلدة سيبانغ كاجا، قرب غابات أوبود - عاصمة بالي الثقافية. والمصنع الذي ينتج الشوكولا العضوي منذ سنة، هو أكبر مبنى تجاري في العالم بني بواسطة الخيزران. ويوضح ريبل إن «الخيزران ينمو بسرعة أكبر من الخشب المستخدم في البناء، ولا يضر التربة، ويمكننا تفكيك مصنعنا ونقله في خلال أيام قليلة، وفي حال قررنا إغلاق المصنع يمكننا القيام بذلك من دون إلحاق الضرر بحقول الأرز المحيطة بنا». ومصنع الشوكولا، الذي تطلّب بناؤه 18 ألف متر من الخيزران، يقع وسط «مثلث الخيزران» الذي سمي كذلك لأن على أراضيه فيلات فخمة ومدرسة مصنوعة مبنية أيضاً بالخيزران. وتستقبل مدرسة «غرين سكول» (المدرسة الخضراء)، 240 تلميذاً يتلقون دروساً في قاعات مؤثثة أيضاً بالخيزران. ويوضح المسؤول في المدرسة بن ماكروري: «في هونغ كونغ والصين (القارية) يبنون ناطحات سحاب من الفولاذ والإسمنت مستخدمين سقالات مصنوعة من الخيزران، وفي غالبية دول آسيا يعتبر الخيزران خشب الفقراء». في سيبانغ تباع المنازل الفخمة المبنية بهذا «الخشب» بسعر يتراوح بين 350 و700 ألف دولار، وهذه المنازل البارزة من بين أشجار النخيل استخدم فيها الخيزران من الأرضية إلى السقف، مروراً بطاولات قاعة الجلوس. ويعتبر قطاع البناء والأشغال العامة من أقل الصناعات استدامة، ويستخدم حوالى نصف الموارد غير القابلة للتدوير المستهلكة في العالم. وسيكون تطوير الخيزران من مواضيع قمة الأممالمتحدة «ريو+20» التي ستجمع، من 20 إلى 22 حزيران (يونيو) الجاري، أكثر من مئة من قادة الدول لمناقشة التنمية المستدامة. ويتمتع الخيزران بمزايا عدة، كما يقول جول يانسن، وهو خبير هولندي مرجعي في هذا المجال ويشرح أنه يمكن لقطعة من الخيزران، مساحتها 10 سنتمترات مربعة، أن تتحمل وزن فيل وزنه خمسة أطنان. إلا أن الأهم بالنسبة إلى المدافعين عن التنمية المستدامة هو سرعة نمو الخيزران. ويوضح تيري ساندرلاند، العالم في المركز العالمي لأبحاث استغلال الغابات ومقره جاكرتا، إن الاوكاليبتوس، وهو من الأشجار التي تستخدم في البناء والأكثر نمواً في العالم «ينمو 3 إلى 4 أمتار سنوياً، فيما ينمو الخيزران الذي يمكن استخدامه في مجال البناء، 6 إلى 10 أمتار سنوياً»، لافتاً إلى أن الخيزران يعود لينمو بعد قطعه. إلا أن «خشب الفقراء» يميل إلى الاهتراء في حال تعرضه للماء، ويمكن أن تندلع فيه النيران سريعاً. لذلك، بحسب ريبل، «يحتاج إلى قبعة ومعطف واق من الماء وجزمة... نبحث الآن عن مواد غير سامة يمكن أن تؤمن حماية له».