تجددت أمس المواجهات في مدينة الكفرة، جنوب شرقي ليبيا، في وقت أكد المجلس الوطني الانتقالي، الذي يحكم البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي العام الماضي، أنه سيدرس إرجاء انتخابات المؤتمر الوطني العام (الهيئة التأسيسية) المقررة مبدئياً في 19 حزيران (يونيو) الجاري. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن الناطق باسم المجلس الانتقالي محمد الحريزي أمس، ان المجلس سينظر في جلسته المقبلة في طلب المفوضية الوطنية العليا للانتخابات تأجيل موعد انتخابات المؤتمر الوطني «لمدة قصيرة». وتابع الحريزي في رسالة بعث بها إلى الوكالة الليبية: «إن المجلس سينظر في جلسته المقبلة في طلب ذكرت المفوضية العليا للانتخابات أنها ستتقدم به لتأجيل الانتخابات لمدة قصيرة، وذلك لأسباب فنية بحتة». وليس واضحاً إن كان المجلس الانتقالي سيوافق فعلاً على طلب إرجاء الاقتراع الذي يُنظر إليه بوصفه محطة مهمة على طريق انتقال ليبيا إلى الديموقراطية بعد عقود من نظام حكم ديكتاتوي للعقيد الراحل معمر القذافي، الذي أطاحته ثورة شعبية ساندها حلف شمال الأطلسي (الناتو) العام الماضي. لكن وكالة «فرانس برس» أكدت بعد ظهر أمس نقلاً عن مسؤولين انتخابيين ان الانتخابات تقرر تأجيلها إلى النصف الأول من تموز (يوليو) المقبل، وربما تجري في العاشر منه. وأضافت ان الانتخابات يمكن أن تؤجل أكثر إذا لم تنته الاستعدادات لها بحيث تحصل في آب أو بعد شهر رمضان. وجاء ذلك في وقت نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن رئيس اللجنة الأمنية المكلف مدينة الكفرة النقيب مشاء الله عبدالحميد، أن «مجموعة من التبو التابعين للمدعو عيسى عبدالمجيد» المطلوب القبض عليه من رئاسة الأركان الليبية، أطلقت الليلة قبل الماضية وفجر أمس «نيران أسلحتها على تمركز لقوات درع ليبيا التابعة للجيش الوطني في شارع الداخلية (في الكفرة)، مما أدى إلى إصابة أربعة عناصر من قوات درع ليبيا بجروح». وأوضح النقيب عبدالحميد في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الليبية «أن قوات درع ليبيا اضطرت إلى الرد على الهجومين لتلك المجموعة المسلحة ومحاصرة الحيين اللذين تنطلق منهما النيران». وقال إن المسلحين «حاولوا من خلال الهجومين على قوات درع ليبيا سلب السيارات المكلفة تأمين الموقع الذي تتمركز فيه هذه القوات، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من عناصر قوات الدرع وأحد أعضاء اللجنة الأمنية الذي كان موجوداً في تلك اللحظة». واتهم مسلحي التبو بالقيام ب «قصف عشوائي بالهاون على السكان المدنيين» في المدينة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن عيسى عبد المجيد، ان حي قبيلته تعرض للقصف منذ الساعة الثالثة صباحاً من قبل كتيبة درع ليبيا التي تضم ثواراً سابقين تحت قيادة الجيش الليبي. وأعلن أن المعارك أوقعت خمسة قتلى على الاقل وعشرة جرحى وأضرمت النيران في عدد من منازل حي قبيلة التبو. على صعيد آخر، أفادت الوكالة الليبية، أن 14 حزباً ومؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني في مدينة بنغازي دعت إلى حل اللجنة الأمنية العليا الموقتة ودمج منتسبيها في هيئة الشرطة. وطالبت الأحزاب والمؤسسات في بيان مرسل إلى وزير الداخلية فوزي عبدالعال بإصدار قرار بحل اللجنة الأمنية العليا وتعيين منتسبيها في هيئة الشرطة «بالرتب والدرجات الوظيفية التي تتناسب ومؤهلاتهم العلمية». في غضون ذلك (ا ف ب)، أعلن منسق العلاقات بين ليبيا والمحكمة الجنائية الدولية السبت، أن محامية استرالية كانت في وفد المحكمة الذي زار سيف الاسلام القذافي الجمعة، أُوقفت لمحاولتها تسليمه وثائق. وقال احمد الجهاني «خلال الزيارة حاولت المحامية تسليم المتهم وثائق لا علاقة لها بالقضية وتمثل خطراً على أمن ليبيا». وكانت المحامية، وتدعى ميلندا تايلور، عضواً في وفد المحكمة المؤلف من أربعة اعضاء حصل على تصريح من المدعي العام لزيارة سيف الإسلام في الزنتان جنوب غربي طرابلس حيث يحتجز. وقال الجهاني ان تايلور «تخضع للإقامة الجبرية في الزنتان، وليست في السجن» وتخضع لتحقيق من السلطات.