تفترس «الثعلبة» جسد علي حجي الأصمخ (29 عاماً)، يوماً تلو آخر. بيد أن الابتسامة لا تفارق شفتي هذا الشاب الذي عُرف بين أهالي محافظة بقيق، بدماثة خلقه. وعلى رغم مظاهر المرض الظاهرة على محياه، إلا أنه يسعى إلى إخفائها عن الجميع، فيما هو يتمنى الحصول على علاج للمرض، الذي أتعب نفسيته. وأتى المرض، الذي ظهر على الأصمخ منذ كان في العاشرة من عمره، على شعر جسده كاملاً، من الرأس وحتى القدمين، مروراً بالذقن والشارب والحواجب والرموش، ولم يترك شعرة واحدة في جسده، فيما تسبب العلاج الذي استخدمه لمنع المرض في ارتفاع الضغط وتسارع نبضات القلب. وظهرت «الثعلبة» على جسد الأصمخ، على هيئة دائرة محددة، ويكون الجلد في هذه المنطقة ناعماً، ويتساقط الشعر كمجموعات، ويعالج المرض بواسطة حبوب وحقن. ويقول علي: «بدأ المرض ببقعة في الرأس، وبدأت تكبر شيئاً فشيئاً، حتى زال شعر رأسي تماماً. ونزل لاحقاً إلى شعر الحواجب، ثم كامل الجسم». ويضيف: «ذهبت إلى مستشفيات عدة، منها «أرامكو السعودية» في الظهران، ومستشفى سعد التخصصي في الخبر، ومستشفى فخري، وبعضهم أعطوني علاجاً، وظهر الشعر، وبعد انتهاء فترة العلاج رجع المرض مرة أخرى، وبعضهم أعطوني العلاج ويظهر الشعر في جهة معينة، مثل الحواجب فقط، وبعد انتهاء العلاج يبدأ تساقط الشعر تدريجياً»، مستدركاً: «هناك مستشفى صرف لي طبيب فيها علاجاً، وخلال ثلاثة أسابيع خرج الشعر في جميع أنحاء الجسد، وبعد سنة من العلاج، أخبرني أحد الأطباء بعد أن أجرى الفحوص، أن العلاج مُضر بالجسم. فتوقفت عنه، وبدأ الشعر يتساقط مرة أخرى، حتى زال تماماً». ويردف الأصمخ: «بعد توقفي عن العلاج، أصبحت طريح الفراش، لمدة أسبوع كامل، لإصابتي بارتفاع في الضغط وتسارع دقات القلب، وتوتر في الأعصاب»، مضيفاً: «أبحث عن علاج هنا وهناك، وأنا الآن متزوج. ولدي طفلان، وأعمل في إحدى الشركات الخاصة، براتب بسيط، لأصرف على نفسي وعلى زوجتي وأبنائي، ولم أستطع البحث عن العلاج في المستشفيات الخاصة داخل المملكة أو خارجها، علماً بأن هذا المرض ليس وراثياً، إذ لم يصب أحد من عائلتي أو أقاربي به، وأنا الوحيد الذي أصبت». ويناشد علي المسؤولين في وزارة الصحة العمل على علاجه من هذا المرض الذي شوه جسده ووجهه، وتسبب له طوال السنوات الماضية في مضاعفات جراء تناوله علاجات لها أعراض جانبية، وعزله عن الكثير من المناسبات الاجتماعية. يصيب مرض الثعلبة بصيلات الشعر، لكنه لا يؤدي إلى موتها، وهو مرض غير معدٍ، ولا يمكن أن يتطور إلى مرض آخر خبيث. ويتميز المرض بوجود رقعة صغيرة أو رقع عدة خالية تماماً من الشعر وغير مصحوبة بالتهاب جلدي أو قشرة. وعادةً ما تكون المنطقة المصابة ملساء وناعمة، وعادة ما تصيب الثعلبة فروة الرأس، ولكن في أحيان أخرى تصيب مناطق أخرى مثل شعر اللحية والشارب والأهداب والحاجبين، ويمكن أن تصيب أية منطقة شعرية أخرى.