أ ف ب - يستدعي ازدياد حالات السل المقاومة للمضادات الحيوية في العالم، المزيد من فحوص الكشف والعلاجات الجديدة التي تطوّر بصورة أسرع للجم الوباء، على ما أعلن متخصصون في الأمراض المعدية في دراسة جديدة. واستند الخبراء من كلية الطب التابعة لجامعة جونز هوبكنز، إلى نتائج دراسة أظهرت أن حالات السل المقاومة للمضادات الحيوية والتي من الصعب معالجتها، هي أكثر انتشاراً. ويبلغ عدد المصابين بالمرض سنوياً نحو تسعة ملايين، ويتم إحصاء أكثر من مليون إصابة جديدة سنوياً في الصين وحدها. وكانت دراسة أجريت في العام 2007، بيّنت أنه تم تشخيص أربعة آلاف إصابة جديدة في السنة في هذا البلد، وأن شخصاً من أصل كل عشرة أشخاص تمت معالجتهم منذ فترة وجيزة من مرض السل، قد أصيب بسلالة من الجرثومة مقاومة للعقاقير. ومن الممكن معالجة المرض الذي ينقل من خلال استنشاق جراثيم المتفطرة الطيرية في الهواء بواسطة المضادات الحيوية، لكن طول العلاج الذي ينبغي أن يكون متواصلاً يخفف من حظوظ نجاحه في البلدان النامية حيث النفاذ إلى المضادات الحيوية محدود. وفي افتتاحية شكلت تمهيداً لهذه الدراسة، وصف الطبيبان ريتشارد تشايسون وإريك نويرمبرغر المتخصصان في الأمراض المعدية انتشار جراثيم السل المقاومة للعلاجات ب «التحدي الهائل»، في سياق تفشي هذا المرض الذي يودي بحياة 1.5 مليون شخص سنوياً غالبيتهم من البلدان النامية. واعتبر الطبيب تشايسون أن نتائج الدراسة التي تثير القلق إلى أعلى درجة، تفيد بأن غالبية حالات الإصابة بسلالة الجراثيم المقاومة للعقاقير البالغ عددها 110 آلاف حالة تقريباً طاولت الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض منذ فترة وجيزة، أي أن الجراثيم المقاومة للعلاجات قد انتقلت عبر الهواء. وهذا الاستنتاج، يعيد النظر بالفرضية القائلة إن مقاومة علاجات السل تنشأ عند الاشخاص الذين لا يتجاوبون مع العلاج أو الذين عانوا من انتكاسة بعد الانتهاء من العلاج. وينبغي بالتالي عدم حصر فحوص الكشف بالمرضى الذين سبقوا أن تلقوا العلاج بل شمل الجميع بها، وفق خلاصة الافتتاحية.