تحظى سواحل منطقة تبوك في البحر الأحمر بتضاريس طبيعية متنوعة تضم الكثير من البيئات الرملية والطينية والصخرية التي تمتد لمسافة تزيد على 700 كيلومتر، أسهمت في أن تكون محطة لعبور 380 نوعاً من الطيور المهاجرة على مدار العام، ما دفع وكيل عمادة البحث العلمي في جامعة تبوك الدكتور عبدالهادي العوفي إلى إصدار كتاب بعنوان: «الطيور البحرية بمنطقة تبوك»، تناول فيه أهمية الطيور البحرية وأنواعها ومواطن عبورها وإقامتها في منطقة تبوك. وأوضح الدكتور عبدالهادي العوفي، أن منطقة تبوك تحتضن 380 نوعاً من الطيور تقريباً، منها 80 نوعاً من الطيور المستوطنة في المنطقة، والبقية من الطيور المهاجرة، مشيراً إلى أن الطيور البحرية في منطقة تبوك تعشق البيئة البحرية للمنطقة، وتتغذى منها، وتعشش في جزرها المتناثرة، ويشتهر منها «الأطيش البني»، و«النورس»، و«الخرشنة»، إضافة إلى طيور أخرى توجد في بيئات المياه العذبة، وبيئات الشواطئ الرملية، وتعتمد عليها في التغذية أو التعشيش، مثل «البلاشين»، و«البجع». وقال العوفي في حديث لوكالة الأنباء السعودية: «يتم تقسيم الطيور المهاجرة بحسب توقيت وصولها إلى المملكة لأربعة أقسام، القسم الأول هو الطيور العابرة التي تتخذ من أجواء المملكة منطقة عبور بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، ويحدث ذلك مرتين في العام الواحد، الأولى في فصل الخريف حينما تعبر الطيور قادمة من مواطنها في شمال الكرة الأرضية متجهة إلى جنوبها، والثانية في فصل الربيع عندما تعود الطيور إلى مواطنها في الشمال، أما القسم الثاني فيتعلق بالطيور المقيمة التي تعيش في منطقة تبوك، وتمضي حياتها فيها، ومنها النورس والفاحم والعقاب النساري، بينما القسمان الثالث والرابع ينحصران في الطيور الزائرة للمنطقة صيفاً وشتاءً، وهي الطيور التي تصل إلى شواطئ المنطقة قادمة من أفريقيا صيفاً ومن أوروبا وآسيا شتاءً». وأفاد أستاذ علم الأحياء بأن الطيور تقضي فترة إقامتها على سواحل المنطقة في التكاثر، ثم تعود إلى مواطنها الأصلية في كل فترة تتناسب الأجواء فيها مع الدورة السنوية لهجرتها، ويمثلها في ذلك طيور الخرشنة والنورس والطياطي والزقازق. وعن الأماكن التي توجد فيها الطيور العابرة والمستوطنة في سواحل تبوك، ذكر العوفي أن لكل موقع من سواحل تبوك مزاياه الجاذبة للطيور، إلا أن جزيرة «ريخة» وجزيرة «النبقية» في الوجه، وجزيرة «جبل حسان» في محافظة أملج وجزيرة «الفوائدة وأم الملك» الواقعة في المحافظة ذاتها من أكثر المواقع التي تستوطنها الطيور، إضافة إلى جزيرة «الشيخ مربط» في محافظة الوجه. ونوّه إلى أن للطيور البحرية أسماء معروفة عند أهالي المنطقة، خصوصاً لدى المهتمين بصيد الطيور، ومنها طيور «الأطيش البني» التي يطلقون عليها «الصمد»، وطير «طيطوي» بأنواعه، بينما يطلق على طائر النورس «العجامة» و«الحنكور» و«الخرشنة»، لافتاً إلى أن صيادي المنطقة ارتبطوا في حياتهم البحرية بتلك الطيور، نظراً لوجودها بأعداد كبيرة في بعض المناطق الساحلية، أو قربها من المؤشرات الدالة على أن مياه تلك الأماكن ذات ثروة سمكية يصلح الصيد فيها.