للمبدع العربي حضوره المتميز في الأنشطة الأدبية التي تقام في كندا في شقها الإنكليزي والفرنسي على مدار العام. وأخيراً شارك الشاعر الكندي من أصل لبناني جون عصفور في مهرجان للشعر العالمي أقيم في كيبيك الكندية، (منطقة فال ديفيد)، وبحضور عدد كبير من شعراء وشاعرات كنديين من أصول متفرقة، وشعراء من العالم: إيطاليا، إسبانيا، الهند، صربيا، الولاياتالمتحدة، رومانيا، قدموا لإحياء هذه المناسبة الشعرية الفنية التي يشرف على إدارتها أحد المراكز الإبداعية في المنطقة، وهو يحيي مناسباته الشعرية مرتين كل عام. ومن الشعراء: مايكل ميروللا، هيلين دوريون، فلافيا كوسما، بو سسكواسيس، لوبيكا ميلوفيتس، ادريه لميدين، غلوريا ميندوك، اويس راوول كالفو ناسيو، برنارد أنطون. هذا البيت يدعو الكتاب والفنانين من كندا والعالم للإقامة في المركز الذي يقدم مكاناً مريحاً كي ينجز المبدع مشروعه الأدبي. وتشرف على إدارة أعمال المركز الشاعرة الكندية الرومانية فلافيا كوسما، وهي شاعرة لها عدد من الإصدارات المترجمة إلى لغات عدة، إلى جانب قصص للأطفال وسيرة ذاتية. شاعر ومترجم وباحث الشاعر جون ميخائيل عصفور المقيم في مدينة مونتريال كان لنا معه حديث قصير حول آخر أعماله وإصداراته في الشعر والبحث الأدبي. يقيم جون عصفور في كندا منذ عام 1968، وهو من مواليد لبنان 1945. عمل بروفيسوراً في جامعة مغيل، مونتريال عشرين عاماً. له في الشعر خمسة إصدارات بالإنكليزية، آخرها يحمل عنوان «معصوب العينين»، 2011، وله مجموعتان باللغة العربية مترجمتان عن الإنكليزية، ويحملان عنوان «أرض الورد والبنادق» و «سمكة من أعلى السطح». وفي 2000 ذهب الشاعر إلى لبنان لتوقيع الكتابين بعد غياب استمر أكثر من ربع قرن. وإضافة إلى اشتغاله على الشعر، فهو يولي وقتاً للترجمة والبحث الأنطولوجي ويعينه في ذلك تمكنه من اللغة الإنكليزية والفرنسية والعربية، وقد قدم للقارئ الكندي أنطولوجيا من الشعر العربي المعاصر بعنوان «حين تحترق الكلمات». وتعاون مع آخرين في تحرير أنطولوجيا أدبية - شعر، قصة، مقال - تضم مختارات لأعمال كتاب من داون تاون مونتريال - الجانب الشرقي، باللغة الإنكليزية. وتصدر له قريباً ترجمة للشاعرة الكندية منى لطايف، الكندية من أصل لبناني. الشاعر والباحث جون عصفور حل ضيفاً على مهرجانات شعرية متعددة في كندا، ومنها مهرجان «لويمناتو» السنوي في تورنتو. كان ضيفاً أيضاً على إذاعة راديو كندا - سي بي سي - بعد صدور مجموعته «معصوب العينين» التي تتناول رؤية الشاعر للعالم بعيون شاعر كفيف فقد بصره وهو يبلغ من العمر 13 عاماً، حين كان يلعب مع رفاقه الصغار، فالتقط شيئاً – كان قنبلة لعب بها ولم يدرك ماذا تخبئ له، فانفجرت بين يديه، وخسر على إثرها النظر، لكنه بقي يرى العالم من زوايا روحه الخاصة وتجربته الغنية وثقافته الواسعة بما في ذلك استخدامه وسائل التكنولوجيا الحديثة التي ساعدته على التواصل مع العالم ومنجزاته. ويذكر أن هذه الإعاقة لم تجعله عاجزاً، بل أسس بنفسه «الاتحاد العربي - الكندي» الذي ضم شمل الجاليات العربية تحت مظلة ثقافية لأكثر من عشرين عاماً، التقى خلالها مع أطراف سياسيين مرموقين في كندا، واقترب من المثقفين والمنشغلين بالثقافة والحضارة العربية. إنه نموذج المثقف الطليق، والواثق من خصوصية حضوره.