بعد كشف مجلة «دير شبيغل» الألمانية أول من أمس جزءاً من الصفقة العسكرية السرية بين ألمانيا وإسرائيل لبناء تسع غواصات قادرة على إطلاق صواريخ تحمل رؤوساً نووية، انتقد الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني المعارض السرية التي تغلّف الصفقة، وطالب المستشارة أنغيلا مركل بتقديم إيضاحات عنها. كما انتقد التراخي الكبير في موقف الحكومة إزاء سياسة الاستيطان، والامتناع عن ممارسة الضغوط على تل أبيب لاستئناف التعاون مع السلطة الفلسطينية لتنفيذ حل الدولتين، وتعزيز حرية الحركة للفلسطينيين في الأراضي العربية المحتلة وقطاع غزة. وفي حديث مع موقع «شبيغل أونلاين»، قال الناطق باسم الحزب الاشتراكي للشؤون الخارجية رولف موتسينيخ إن التبرير الذي كان يعطى حتى الآن هو أن الغواصات المسلمة لإسرائيل من نوع «دولفين» تحمل أنظمة ردع تقليدية. وأضاف أن حزبه يريد الآن من حكومة مركل أن تزوده معلومات تؤكد أو تنفي صحة المعلومات التي تشير إلى أن الغواصات مصممة بشكل يسمح بتجهيزها بمنصات لإطلاق صواريخ تحمل رؤوساً نووية. واتهم رئيس الكتلة النيابية لحزب الخضر المعارض يورغن تريتين في حديث مع صحيفة «دي فيلت» حكومة المستشارة الألمانية «بتجاهل الشروط الموضوعة أصلاً» لبيع الأسلحة إلى الخارج، وقال إن تسليم الغواصة الثالثة أخيراً كان مشروطاً بتعديل سياسة الاستيطان، والسماح ببناء معمل للصرف الصحي في غزة، ودفع الأموال المستحقة إلى السلطة الفلسطينية، «إلا أن إسرائيل لم تنفذ سوى الشرط الأخير». وأضاف أن صفقة الغواصات مثلٌ على كيفية ممارسة الضغوط في مجالات أخرى، مضيفاً أن مركل «فوتت حتى الآن للأسف فرصة دفع الحكومة الإسرائيلية إلى تغيير مواقفها من خلال تعاون مشروط معها». ومع أن صفقة الغواصات مع إسرائيل كانت كشفت أكثر من مرة في السنوات الماضية، إلا أن مجلة «دير شبيغل» التي خصصت لها الغلاف الرئيسي الأسبوع الجاري نشرت بعض التفاصيل الجديدة، منها أن المحادثات في شأن بناء الغواصات بدأت قبل 20 سنة، وأن مسؤولين ألماناً سابقين وحاليين أكدوا لها أن الجانب الألماني كان على علم منذ البداية بأن هدف إسرائيل هو بناء أسطول من الغواصات القادرة على قذف صواريخ نووية، كما كشفت أن خبراء السلاح الإسرائيليين حددوا بدقة ماذا يريدون من الألمان بناءه. ونفت الحكومات الألمانية المتعاقبة دائماً أي علاقة لهذه الغواصات بالسلاح النووي، ونقل الناطق باسم الحكومة عن مركل قولها رداً على سؤال للصحافيين أول من أمس إن الحكومة «لا تشارك في التكهنات الحاصلة على تجهيز الغواصات بأنظمة إطلاق صواريخ بعد تسليمها». لكن وسائل الإعلام الألمانية نقلت كلاماً لوزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قال فيه إن «بإمكان الألمان أن يفخروا بأنهم ضمنوا وجود دولة إسرائيل للسنوات المقبلة». وتقوم شركة «هوفالدت» الألمانية للصناعات العسكرية ببناء غواصة «دولفين» في مدينة كيل الواقعة على بحر الشرق، ومن المقرر أن تسلم الشركة إسرائيل الغواصات الثلاث الأخرى في موعد أقصاه عام 2017. وذكرت المجلة الألمانية أن الدولة العبرية طرحت أخيرا أمام الجانب الألماني رغبتها في بناء ثلاث غواصات جديدة، مشيرة إلى أن مركل راعت إسرائيل كثيراً، إذ قبلت بأن تدفع حكومتها ثلث الكلفة المقدرة للغواصة السادسة، أي 135 مليون يورو، على أن تدفع تل أبيب ال 270 مليون يورو حتى عام 2015.