أعلنت دمشق أمس، ان الجامعة العربية بقراراتها الأخيرة «لا يمكن أن تصبح طرفاً نزيهاً يساهم في الجهد الدولي الذي تمثله اليوم خطة مبعوث الاممالمتحدة كوفي انان»، مجددة «موقفنا الثابت والرافض لأن يكون للجامعة في ظل سياساتها المنحازة والسلبية أي دور أو تمثيل في الخطة الأممية التي يقود انان جهود تنفيذها». ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مندوب سورية في الجامعة يوسف الاحمد، أن الجامعة العربية و «في ظل خطف آليات عملها وقراراتها من قبل أطراف خليجية بعينها، تستمر في خرق ميثاقها والخروج على نظامها الداخلي وعلى مبادئها وغاياتها، ذلك انها اختارت منذ تدخلها في مسار الأزمة في سورية أن تكون طرفاً منحازاً لصالح جهات عربية وإقليمية تستحضر التدخل العسكري الخارجي في الأزمة وتعرقل أي حل سياسي يقوم على الحوار الوطني وتشجع وتمول أطرافاً في المعارضة ومجموعات إرهابية متطرفة تعمل على تأجيج الازمة من خلال عمليات قتل الإبرياء وتخريب البنى التحتية واستهداف الجيش العربي السوري وقوى الامن واشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد»، مضيفاً ان الجامعة العربية «باتت رهينة الموقف السياسي المنحاز وغير البنّاء لدول خليجية معروفة بعينها ولا يمكن أن تصبح طرفاً نزيهاً يساهم في الجهد الدولي الذي تمثله اليوم خطة مبعوث الاممالمتحدة كوفي انان. ومن هنا، فإننا في الجمهورية العربية السورية نؤكد موقفنا الثابت، الرافض لأن يكون للجامعة في ظل سياساتها المنحازة والسلبية أي دور أو تمثيل في الخطة الأممية التي يقود انان جهود تنفيذها». وتابع: «منذ قرار تعليق مشاركة وفود سورية في اجتماعات الجامعة، كنا قد أعلنا أنه لم تعد تعنينا أي قرارات تصدر عن مجالس الجامعة بخصوص الشأن السوري، وأن ما شهدته اجتماعات اللجنة الوزارية ومجلس الجامعة (اول من) أمس يرسخ من جديد الموقف السلبي وغير المتوازن للجامعة ويؤكد الحاجة الماسة إلى قيام جهد عربي حقيقي من أجل إعادة تصحيح مسار عمل الجامعة واستعادة دور ميثاقها ونظامها الداخلي وقدسيتهما في منأى عن الخروقات التي ترتكبها الأمانة العامة للجامعة (...) في سبيل حرف البوصلة عن العدو الحقيقي الذي يحتل الأرض، وتوجيهها نحو صراع مصطنع وهدام يستهدف وحدة الصف العربي والإسلامي». وردّ الاحمد على أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي إزاء خطة انان، قائلاً إن ما صدر من مقترحات «حول تعديل طبيعة مهمة وتفويض بعثة المراقبين الدوليين في سورية، يرسخ بقوة حقيقة خروج الأمانة العامة للجامعة عن الميثاق والنظام الداخلي وسعيها إلى ممارسة دور مرسوم لها تحت غطاء من أطراف خليجية وإقليمية ودولية باتت تفرض على الجامعة أجنداتها وقراراتها فيما يخص الشأن السوري لخدمة غاية استدعاء التدخل العسكري الخارجي بأي ثمن». الى ذلك، أكدت وزارة الإعلام أن قرار مجلس الجامعة العربية وقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية على قمري «نايل سات» و «عربسات» يأتي في إطار «مخطط استهداف سورية ومواصلة حرب الإرهاب الإعلامي التي ترعاها بعض الدول (...) لتغييب حقيقة ما يجري في سورية عن الرأي العام المحلي والعالمي لصالح حملة الافتراء والكذب والفبركة التي تمارسها قنوات الإرهاب الإعلامية ضد سورية وشعبها». واعتبرت القرار «اعتداء على حرية الإعلام والتعبير (...) وخرق فاضح لميثاق الشرف الإعلامي وانتهاك صارخ لأبسط مفاهيم حرية التعبير بهدف اغتيال الحقيقة بعدما فشلوا في حجبها». وأكدت الوزارة أنها ستتعامل مع هذا «القرار العدواني بكل مسؤولية، لضمان استمرار بث القنوات الفضائية السورية عبر الخيارات التي تخدم رسالتنا الإعلامية ومواجهة الحرب الإعلامية التي تستهدف سورية وتفكيك البيئة الافتراضية المزعومة التي يعمل الإعلام المعادي على رسمها للأحداث في بلدنا»، وانه «لن يثنينا عن متابعة رسالتنا الإعلامية السامية لخدمة مصالح شعبنا بكل اطيافه ومكوناته وتوسيع مساحات الحوار والتفاعل بين جميع أبناء الوطن على اختلاف اتجاهاتهم السياسية لدفع عملية الإصلاح الوطني في البلاد، بل سيزيد أسرتنا الإعلامية تصميما وقوة ومثابرة في العمل لمواجهة الحرب الإعلامية الهستيرية ضد سورية وشعبها ومواصلة إعلامنا الوطني في أداء دوره القومي والعروبي». ودان اتحاد الصحفيين في سورية «القرار الجائر» لمجلس وزراء الخارجية العرب، معتبراً أنه «خطوة غير مسبوقة وغير مبررة ومخالفة لجميع الأعراف والأصول والحقوق استند إليها دعاة مشروع اسقاط الدولة السورية في الغرب عبر دعواتهم للتدخل العسكري في سورية». واعتبر المجلس الوطني للإعلام القرار «تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية السورية واعتداء غير مسبوق على حرية الإعلام في الوطن العربي ومساهمة مكشوفة في تغييب حقيقة ما يحصل على الأرض السورية». ورأى المجلس في بيان، أن «خطوة وزراء الخارجية العرب تعتبر إرهاباً إعلامياً ضد الشعب السوري واستكمالاً للخطة العدوانية التي تستهدف سورية استقراراً ودوراً وفاعلية». نفي انشقاق إلى ذلك، نفت السفارة السورية في صنعاء معلومات ترددت عن «نية» القائم بالأعمال سعود عباس «الانشقاق» عن الحكومة السورية. وجاء في بيان أصدره المكتب الإعلامي للسفارة تسلم مكتب «الحياة» نسخة إلكترونية منه، أن ما نشر «حول نية القائم بأعمال السفارة الانشقاق عن النظام هو محض افتراء وكذب يأتي ضمن سياق الحملة الإعلامية تجاه سورية قيادة وشعباً، وفي إطار التضليل والحرب النفسية تجاه أبناء الشعب السوري الشرفاء والوطنيين الذين يقفون يداً واحدة بوجه المخطط الذي يستهدف سورية المقاومة ودورها الممانع».