يترأس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، في جدة اليوم (الأحد) الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري لمركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، والذي يتصدر جدول أعماله، إعلان الأولويات الاستراتيجية للمركز ومناقشة برنامج عمله. وسيعقد على هامش الاجتماع، مؤتمر صحافي لكل من بان كي مون والأمير سعود الفيصل، يترأسه كل من رئيس فرقة العمل التابعة لمركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب روبرت أور، ومبعوث المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة عبدالله المعلمي. ويأتي اجتماع جدة تتويجاً لجهود السعودية في مكافحة الإرهاب، بدءاً من المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي انعقد في الرياض عام 2005، والذي تمخض عنه دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإنشاء مركز دولي مكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة، وصولاً إلى إقراره في أواخر أيلول (سبتمبر) 2011، والتكفل بتمويله لمدة ثلاث سنوات بمبلغ وقدره 10 ملايين دولار. وتتضمن أهداف المركز، دعم تطبيق محاور استراتيجية الأممالمتحدة المتعلقة بمكافحة الإرهاب كافة، وتعزيز التعاون الدولي في ما يتعلق بمكافحته والمساعدة في تلبية حاجات البناء في الدول الأعضاء، وتحفيز الوعي بالاستراتيجية المعتمدة، وإعداد قاعدة بيانات شاملة لأفضل ممارسات مكافحة الإرهاب حول العالم. وكان الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري لمركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، عقد في مدينة نيويورك في الثاني من نيسان (أبريل) الماضي. وفي عام 2006، اعترفت الأممالمتحدة بأنه يمكن اعتبار مسألة إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، جزءاً من الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز مكافحة الإرهاب. وفي أيلول (سبتمبر) 2011، وُقع اتفاق يتعلق بالمساهمات بين الأممالمتحدة والبعثة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى الأممالمتحدة لإنشاء المركز. وأقرت الجمعية العامة في قرارها 66/10، إنشاء المركز داخل مكتب اللجنة المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة الإرهاب، وشجعت الدول الأعضاء على التعاون مع المركز. ويُعنى المركز، بتعزيز تنفيذ استراتيجية الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، ويهدف إلى دعم تنفيذ الركائز الأربع التي تقوم عليها الاستراتيجية بصورة شاملة ومتكاملة، عن طريق وضع خطط وطنية وإقليمية لتنفيذ الاستراتيجية، وتشجيع التعاون الدولي، إذ سيعمل المركز على اتخاذ مبادرات تهدف إلى تشجيع التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون بين المراكز والمنظمات الوطنية والإقليمية والدولية المعنية بمكافحة الإرهاب. ويضم المجلس الاستشاري للمركز في عضويته السعودية رئيساً للمجلس، وعضوية كل من: روسيا، الأرجنتين، إسبانيا، ألمانيا، إندونيسيا، باكستان، البرازيل، بلجيكا، تركيا، الجزائر، سويسرا، الصين، فرنسا، مصر، المغرب، بريطانيا، النروج، نيجيريا، الهند، الولاياتالمتحدة، والاتحاد الأوروبي كعضو ضيف. وكانت السعودية تكفلت بموازنة مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب لمدة ثلاث سنوات، بمبلغ وقدره 10 ملايين دولار خلال الدورة ال 66 لاجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي. واعتبر وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل حينها، تدشين المركز تتويجاً لمقاصد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي استضافته الرياض في شباط (فبراير) 2005، بحضور ومشاركة 60 دولة والعديد من المنظمات الدولية والإقليمية، وما نجم عنه من توصيات دعت إلى تعزيز الجهود الوطنية والعالمية من أجل التصدي الفعال لمواجهة ظاهرة الإرهاب والقضاء عليها، ومن ذلك تأييد مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء المركز تحت مظلة الأممالمتحدة، والذي حظي بتأييد واسع من المنظمات الدولية والإقليمية كحركة عدم الانحياز، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، والقمة العربية اللاتينية، والحوار الآسيوي الشرق أوسطي (آميد)، وتمت الإشارة إليه في استراتيجية الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب. إلى ذلك وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى جدة أمس (السبت)، للمشاركة في الاجتماع الذي سيبدأ أعماله اليوم (الأحد) في جدة.