شدد الرئيس بشار الاسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان خلال محادثاتهما في حلب امس على ضرورة «توافر الارادة السياسية الحقيقية» لدى اسرائيل من اجل صنع السلام وانسحابها من الجولان الى خط 4 حزيران (يونيو) عام 1967. وكان اردوغان عقد لدى وصوله الى حلب صباح امس جلسة محادثات مع الاسد بحضور معاون نائب الرئيس حسن توركماني ووزير الخارجية وليد المعلم ونظيره التركي احمد داود اوغلو. وجاءت محادثات اردوغان قبل الزيارة المتوقعة للمبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل لدمشق الاحد المقبل، وعودة المعلم من زيارته لمدريد اليوم، ومحادثاته مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميلباند في لندن غدا. وافاد ناطق رئاسي ان محادثات الاسد مع اردوغان تناولت «القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، اذ اعرب الجانبان عن ارتياحهما للتطور الكبير الذي تشهده علاقات البلدين والتأثير الايجابي لهذه العلاقات على تعزيز الاستقرار في المنطقة». واضاف ان الجانبين اتفقا على «متابعة العمل وتكثيف الجهود من اجل رفع الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واهمية مواصلة المساعي الرامية الى تحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية التي تضمن وحدة الصف الفلسطيني في كفاحه من أجل استرجاع حقوقه، وعلى رأسها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». وعن الموضوع العراقي، اكد الاسد واردوغان «ضرورة الاستمرار بدعم الحكومة العراقية ومساعيها لتعزيز المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي المختلفة». وقال الناطق ان المحادثات «تطرقت الى ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط، والذي يتطلب توافر الارادة السياسية الحقيقية لدى اسرائيل من اجل صنع السلام المستند الى تطبيق قرارات الشرعية الدولية وانسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة، بما فيها الجولان السوري حتى خط الرابع من حزيران عام 1967». وقال اردوغان بعد منحه دكتوراه ان سورية «تلعب دوراً مفتاحياً في الشرق الاوسط، ومساهمتها كبيرة جدا ومهمة لتحقيق السلام والاستقرار» في المنطقة. وتطرق الى المحادثات غير المباشرة التي رعتها بلاده قبل ان تتوقف بسبب العدوان على غزة، قائلا: «نتمنى ان تعاد الحقوق (الجولان) لسورية، ويلغى الامر الواقع». ولفت الى ان دمشقوانقرة اقامتا علاقات تمثل «نموذجاً يتحذى في العالم» عبر تركيزهما على «النقاط المشتركة وازالة الخلافات المصطنعة». وفي انقرة، نقلت وكالة «فرانس برس» عن اردوغان قوله قبل توجهه الى سورية: «بدأت تصلنا طلبات لإحياء هذه العملية (المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل)، علينا العمل على هذا الملف». وأضاف: «علينا أن نكون جاهزين لإحياء المفاوضات». وأكد: «مصممون على بذل ما في وسعنا من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط».