لم تستقطب المليونية التي دعت إليها حركات شبابية عدة لتطبيق «العزل السياسي» على المرشح لرئاسة الجمهورية في مصر أحمد شفيق، حشداً قوياً، إذ تجمع ما لا يزيد على 5 آلاف شخص في ميدان التحرير ورفعوا لافتات ورددوا هتافات ضد شفيق، فيما أظهرت مشادات بين شباب محسوبين على قوى الثورة وإسلاميين رفض قطاع من شباب الثورة مرشح جماعة «الإخوان المسلمين» الدكتور محمد مرسي. ويتنافس شفيق ومرسي في جولة إعادة يومي 16 و 17 حزيران (يونيو) الجاري ليفوز الحائز على أعلى أصوات بكرسي الرئاسة، وسط رفض قطاعات واسعة لكل من المرشحين. ودعت حركات شبابية عدة منها حركة «شباب 6 أبريل» و «ائتلاف شباب الثورة» و حركة «كفاية» إلى تنظيم تظاهرات للمطالبة بتطبيق قانون العزل السياسي على أحمد شفيق وعدم السماح له بخوض جولة الإعادة، وتضامنت جماعة «الإخوان المسلمين» و «الجماعة الإسلامية» مع تلك الحركات ب «مشاركة رمزية». وكان شفيق استبعد من السباق الرئاسي بعد إقرار تعديلات على قانون مباشرة الحقوق السياسية تقضي بحرمان أقطاب النظام السابق من ممارسة حقوقهم السياسية لمدة 10 سنوات، لكن اللجنة العليا للانتخابات أعادته مرة أخرى بعد أن أحالت تعديلات القانون على المحكمة الدستورية العليا للنظر في مدى دستوريته. وتجمع المئات في صلاة الجمعة في ميدان التحرير أمس، لكن الأعداد زادت مع غروب الشمس بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وظلوا يرددون (يسقط يسقط حكم العسكر) و (لا فلول ولا إخوان عاوزين رئيس من الميدان) و (لا عسكرية ولا دينية عاوزينها مدنية) و (لا للفلول) و (التحرير بيقول لا للفلول)، (أشهد يا زمان بلطجة العسكر وخيانة الإخوان). ورفعت لافتات كُتب عليها (لا للفلول ولا للإخوان) و (انتخب شفيق علشان البنزين يرجع .. آه يا نظام فاشل) و (شفيق هو مبارك) ورسمت صور لملامح شفيق متداخلة مع وجه مبارك في إشارة إلى أن الرجلين يمثلان النظام السابق. كما رُفعت لافتات تحمل صوراً وأسماء شهداء الثورة وكُتب تحتها (لا تنتخبوا الفلول). ورفع المتظاهرون الأحذية في مواجهة صور لشفيق وعليها علامة (X)، كما تم تمزيق صور للمرشح الرئاسي. وخرجت مسيرات من عدة مساجد صوب ميدان التحرير شارك في بعضها العشرات وفي أخرى المئات، رفعوا خلالها لافتات كُتب عليها (لا لعودة النظام السابق). وطالب خطيب الجمعة في ميدان التحرير الشيخ محمد جمعة بتطبيق قانون العزل السياسي على جميع أعضاء الحزب الوطني المنحل وأعوان النظام السابق ومنهم الفريق أحمد شفيق. وأكد جمعة أن الثورة مستمرة حتى تتحقق كل مطالبها وأهدافها. وأدى المصلون صلاة الغائب على أرواح الشهداء. وشهدت محافظات عدة مسيرات وتظاهرات مماثلة، خصوصاً في محافظات الإسكندرية والقليوبية والسويس والمنيا وأسيوط. ولوحظ رفع صور المرشح الخاسر الذي حل ثالثاً في الجولة الأولى حمدين صباحي في هذه التظاهرات. في غضون ذلك، تكررت المشادات الكلامية بين شباب ينتمون إلى حركات ثورية وآخرين مناصرين لمرشح «الإخوان» محمد مرسي بسبب رفع لافتات تندد ب «الإخوان» ومرشحهم وتتهمهم بخيانة الثورة. إذ رفض الإسلاميون رفع هذه اللافتات وسعوا إلى إقناع رافعيها بأن «الإخوان» دعموا الثورة، لكن النقاش كاد يتحول إلى ملاسنات واتهامات متبادلة بخيانة دماء الشهداء.