إسلام آباد، قندهار - «الحياة»، أ ف ب - في أول هجوم من نوعه منذ إعلان الرئيس الأميركي باراك اوباما استراتجيته الجديدة لمكافحة تمرد «طالبان» و»القاعدة» في أفغانستان، استهدفت ضربة صاروخية أميركية أمس، معسكر تدريب للحركة والتنظيم في باكستان، ما أدّى الى مقتل 12 متشدداً، بينهم مقاتلون أجانب لم تعرف جنسياتهم، علماً أن المنطقة تؤوي عدداً من المتشددين الاوزبك المنضوين تحت لواء «القاعدة». ووقعت الضربة الجوية في قرية كادايزي في اقليم اوراكزاي القبلي شمال غربي باكستان. وتعتبر المنطقة معقلاً للزعيم المتشدد الملا حكيم الله المقرب من زعيم «طالبان - باكستان» بيعة الله محسود. وتزامنت الضربة مع تحذير قائد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس من ان المتمردين الإسلاميين لا يشكلون خطراً متزايداً على أفغانستان فحسب، بل أيضاً يهددون «وجود» باكستان. وهذه المرة الأولى التي تتعرض منطقة في الداخل الباكستاني بعيدة عن الحدود مع أفغانستان لضربة جوية مماثلة. وشكلت الضربة ترجمة عملية لكلام اوباما الذي قال لدى عرض استراتيجيته الجديدة في أفغانستان ان «القاعدة تحضر بنشاط لاعتداءات ضد الولاياتالمتحدة انطلاقاً من معاقلها في باكستان»، متعهداً بتكثيف الملاحقة للمسلحين المتشددين في الأراضي الباكستانية. كما جاءت الضربة رداً على تصعيد «طالبان - باكستان» هجماتها أخيراً من خلال سلسلة اعتداءات نفذت في اسلام آباد ولاهور واقليم بنّو القبلي. على صعيد آخر، شنت «طالبان» هجوماً انتحارياً جريئاً، استهدف مقر البرلمان المحلي في قندهار جنوبأفغانستان. وأسفر الهجوم عن مقتل عشرة أشخاص: سبعة مدنيين وثلاثة من رجال الشرطة، بعدما شق متشددون تنكروا بملابس جنود أفغان طريقهم الى مبنى البرلمان وأطلقوا النار داخله وفجروا شحنتين ناسفتين. وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان ان المهاجمين الأربعة قتلوا في الهجوم، وأوضحت ان مهاجماً فجر نفسه عند بوابة المبنى وقتل الحارس بينما تمكن ثلاثة انتحاريين آخرين من دخول المبنى وبدأوا باطلاق النار، قبل ان يفجر أحدهم شحنة ثانية لدى محاصرة الشرطة المكان. وجاءت تلك التطورات عشية قمة حلف شمال الأطلسي في ستراسبورغ غدا الجمعة والتي ستركز على الوضع في أفغانستانوباكستان. وسيحضر اوباما القمة لوضع نظرائه في صورة الاستراتيجية الجديدة التي ينوي اتباعها وطلب مزيد من التعزيزات والمساعدات المالية لدعم القوات الأفغانية وزيادة الاعتماد عليها في مكافحة المتشددين. وفي انقرة، تعهد قادة القوات المسلحة واجهزة الاستخبارات الافغانية والباكستانية امس، في حضور رئيسيهم بتعزيز التعاون بينهم في مكافحة المتطرفين الاسلاميين، خلال محادثات جرت بينهم برعاية تركيا. واعلن الرئيس التركي عبدالله غل الذي حضر هذه المحادثات في انقرة ان وجود رئيسي الاركان وقادة الجيشين وجهازي الاستخبارات في البلدين، هو «أهم عنصر في القمة»، وهي الثالثة من نوعها منذ 2007. وافاد بيان صدر في ختام المحادثات بين غل ونظيريه الافغاني حميد كرزاي والباكستاني آصف علي زرداي، ان الدول الثلاث قررت مواصلة الاتصالات بينها «على عدة مستويات». وذكر البيان ان القادة العسكريين وقادة الاستخبارات سيعقدون لقاءات سنوية في اطار محادثات بين ديبلوماسيي الدول الثلاث.