عندما همت الطالبة منال جودت، عمل استفتاء وصفته ب «البسيط»، من خلال شبكتي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و»توتير»، حول أهمية «التفكير بجدية، في اختيار التخصص الجامعي»، كانت تسعى إلى «نقل الطالبات المستجدات إلى فرص تعليمية مناسبة». وجمعت منال، التي تدرس تخصص العلوم الإدارية، في السنة الثالثة، أكبر عدد من أصوات زميلاتها داخل الحرم الجامعي في جامعة الدمام، ليكتبن سطوراً حول أهمية التخصص الجامعي، ومستقبله الوظيفي، وتأثيره على حياة الطالبة. وتروي منال، التي عانت من تغيير تخصصها، من لغة عربية إلى علوم إدارية، قصتها إلى كل طالبة تقابلها، ممن لا زالن يدرسن في المرحلة الثانوية، لاعتقادها أن «التفكير مبكراً، والحرص على اقتناص فرصة تعليمية، لا يمكن تركه للصدفة المحضة، فالطالبة هي التي تقرر، والفرص المتاحة أصبحت متناثرة، سواء من خلال المنح التعليمية، أو التسجيل والدراسة الإلكترونية، وغيرها من الفرص المنوعة بعيداً عن دراسة تخصص عنوة، ومن غير إرادة، أو حتى تقبّل». ووضعت الحملة أهم التخصصات المطلوبة في سوق العمل، والتخصصات التي لا يمكن أن تصنع مستقبلاً لدارسيها، «ما يوفر للطالبة توعية شاملة، في البحث والاختيار». كما أوردت الحملة قصصاً للباحثات عن عمل، وذيول البطالة التي أجبرت جامعيات على العمل في مهن لا تتناسب مع مؤهلاتهن العلمية، وخبراتهن العملية». كما أكدت الحملة على أهمية «اكتساب مهارات من خارج نطاق التعليم الأكاديمي، «لما لها من تأثير على صناعة مستقبل مهني متميز. ما يصب في مصلحة الطالبات المستجدات بعيداً عن العشوائية والتخبط، أو الإرغام على اختيار التخصص». كما قدمت حلولاً في حال الانصياع إلى الأمر الواقع، والقبول بالفرص المتاحة، وأبرزها «التدريب على المهارات الأساسية، وإجادة اللغة الإنكليزية، المطلوبة من جانب الشركات والمؤسسات، إضافة إلى خوض دورات الهواية والميول، التي تفضلها كل طالبة». وتؤكد إحدى الفتيات اللاتي تساند الحملة، أنها «ستحقق ثمارها، وهي إيجابية، وتعكس آمال الكثير من الطالبات وطموحهن»، داعية إلى «التروي في اختيار التخصص، على رغم أن الفترة مُبكرة، إلا أنها لصالح الطالبات المُستجدات، ولتحفيزهن على الارتقاء في الطموح الدراسي، بعيداً عن أي ضغوطات عائلية، أو خلافها». واستعرضت الطالبات المشاركات في الحملة، الأهمية المستقبلية للتخصصات ذات المرونة العالية، التي تتناسب مع احتياج المؤسسات. وقالت إحداهن: «نوفر معلومات كافية للطالبة المستجدة حول طبيعة التخصصات، ومدى فاعلية بعضها، وعدم فعالية أخرى، ما يوفر للطالبة أرضية تتمكن من الوقوف عليها، للتفكير في الاختيار المناسب. ولو حاصرتها الظروف، فبإمكانها الخروج من عنق الزجاجة إلى ما يمكن أن يساند تخصصها»، لافتة إلى أن الوعي «حلقة مفرغة تعاني منها الطالبات إما لعدم وقوف الأهل إلى جانبهن في مرحلة تعتبر مفصلية في حياتهن، وإما لاستسلامهن إلى الواقع». بدورها، أوضحت عضو هيئة التدريس في جامعة الدمام الدكتور إقبال باسم، أن «وقوف الطالبات جنباً إلى جنب، مع الطالبات المستجدات، من خلال التوعية عبر وسائل التواصل الحديثة، يُعد نقلة في تفكير الطالبة الجامعية، التي تعي أهمية المستقبل المهني»، وعلى رغم أنها لا تعرف تفاصيل الحملة، إلا أن «الفكرة ستنعكس إيجاباً، بمضاعفة الجانب التوعوي للطالبة المُستجدة، للبحث والتنقيب عن فرصة تعليمية مناسبة، تتكيف مع الوضع المجتمعي الذي يشدد على دور المرأة، وأهميتها في المشاركة في عملية التنمية».