عندما يحصد الوطن إنجازاً كبيراً أو لقباً مثيراً في أي مجال من مجالات الحياة، تتجه الأنظار سريعاً نحو صاحب الإنجاز ومهندس اللقب، وعندما يرتفع اسم الوطن عالياً بين أفضل وأميز الدول العالمية تبدأ عبارات الثناء وجمل الإطراء تتوالى تباعاً صوب الشخصية البطولية التي رفعت رؤوس شعبها في أي محفل من المحافل المختلفة، هم فئة من الرجال الأفذاذ حفروا أسماءهم بمداد من ذهب في سجلات التاريخ العريق، وقلة قليلة من الرموز القيادية التي يفخر بها الوطن ويُفاخر بها في كل زمانٍ ومكانٍ، وبالأمس حلقت الرياضة السعودية في سماء العالمية مجدداً، وذلك عبر الإنجاز الرائع والقفزة الهائلة التي حققها دوري هيئة المحترفين السعودي على المستوى العالمي واحتلاله المركز ال16 لأفضل الدوريات العالمية، بحسب التصنيف الأخير الذي أعلنه الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء لكرة القدم، التابع للاتحاد الدولي للعبة (فيفا) لعام 2009، متقدماً على الكثير من دوريات الكرة في دول العالم التي لها باع طويل في مجال لعبة المشاهير وعشق الجماهير. ولأن القفزة السعودية العالمية لم تكن أمراً عادياً فقد انهالت التهاني والتبريكات على القيادة الرياضية من كل حدبٍ وصوب، تثمن العمل الجبار والتخطيط المميز والاستراتيجية الناجحة التي رسمتها هيئة دوري المحترفين السعودية برئاسة الأمير الشاب نواف بن فيصل، بدعم كامل وتأييد شامل من الرجل الأول في الرياضة السعودية وجه السعد الأمير سلطان بن فهد، الذي غرس في نائبه روح التحدي ومنحه المناخ الصحي ليقود هيئة الدوري إلى ساحة التفوق والنجاح، حتى أوصلت الدوري السعودي من أول عام إلى المركز ال16 عالمياً في إنجاز غير مسبوق نثر شلالات الفرح بين الجماهير الرياضية السعودية، التي شعرت بالفخر والاعتزاز وهي ترى رياضة بلدها تزاحم أبرز وأميز الدول العالمية المتقدمة في هذا المجال. ونجح الأمير الشاب نواف بن فيصل عاشق التميز ورجل الإبداع نجاحاً باهراً في مهمته، وقدّم برنامجاً متكاملاً لتطوير الدوري السعودي، وفق خطط علمية مدروسة طموحة تثري العمل وتضمن تحقيق نتائج تتوافق مع الأهداف المرسومة لمخطط التطوير، واضعاً خطة زمنية محددة مدتها خمسة أعوام للوصول إلى الهدف المنشود والمطلب المقصود، الذي يجعل الدوري السعودي منافساً قوياً لأفضل 20 دورياً في العالم، وكاشفاً عن أبرز وأميز جوانب خطة الهيئة في الاجتماع التاريخي الذي عقده في المنطقة الشرقية إبان دورة كأس آسيا للشباب، لتبدأ بعدها رحلة العمل الجاد ومرحلة التنفيذ التي مرت ببعض المنعطفات والتطورات، حتى وصلت إلى مبتغاها في نهاية الموسم الرياضي، وهو ما لاقى إعجاب وتقدير واحترام الكثير من المسؤولين في القارة الآسيوية، الذين أكدوا أن هذه الخطوات المدروسة تعتبر تجسيداً لتنامي سلسلة التطوير الكروي الاحترافي في السعودية، وهي خطوات كبيرة وإيجابية تستحق التقدير في مجال الصناعة الاحترافية لكرة القدم، ويجب ألا تتوقف تلك الخطوات عند حد معين، ليأتي أخيراً التقدير الأهم والأغلى من لجنة الإحصاء في الاتحاد الدولي، التي اختصرت مسافات الزمن ووضعت الدوري السعودي في المركز ال16 بعد أول عام من إنشاء الهيئة وليس خمسة أعوام. ويتميز فارس هيئة المحترفين السعودية الأمير الشاعر نواف بن فيصل بفكره القيادي الراقي، ورؤيته الشمولية المستقبلية، وحنكته الإدارية القيادية، وقدرته البارعة على التخطيط بمهنية عالية، واتخاذ القرارات الصائبة السريعة التي تخدم مصلحة الرياضة السعودية، وهدوئه واتزانه وعقلانيته حتى في حال النتائج العكسية التي تتعرض لها المنتخبات الوطنية، وطيبته وابتسامته وبشاشته التي لا تفارق محياه دائماً، ويكفيه أنه خريج مدرسة والده الراحل فقيد الرياضة العالمية الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - التي تعلم فيها فنون الأدب والأخلاق الرفيعة والسمات القيادية، ويؤكد الكثير من النقاد والرياضيين أنه امتداد لشخصية والده ويسير على نهجه وخطاه، مُطبقاً مفهوم المثل «هذا الشبل من ذاك الأسد».