وسط حزن عام طغى على الاجواء في قطر، جرى أمس في مقبرة «ابو هامور» في الدوحة تشييع جثامين اربعة من ضحايا حريق مجمع «فيلاجيو» من المسلمين، هم ثلاثة أطفال وأحد رجال الدفاع المدني، كما اقيمت الصلاة على عنصر آخر من الدفاع المدني مغربي الجنسية قبيل نقل جثمانه الى بلاده. وحضر التشيع ودفن الجثامين وزير الدولة للشؤون الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني والسفير المغربي المكي قوان، وحشد من أهالي الأطفال وضباط وزارة الداخلية الذين حرصوا على تشييع زميليهم من الدفاع المدني. وتجمّع أكثر من الفي شخص من مختلف الجنسيات تحت اشعة الشمس الحارقة للصلاة على الجثامين، فيما أقيمت صلاة للضحايا المسيحيين في مجمع الكنائس في الدوحة، على ان يدفن عدد منهم على الارض القطرية ايضاً. وعلمت « الحياة» أن وزارة الداخلية القطرية قدمت كل التسهيلات الممكنة لذوي الأطفال، في سبيل اكمال اجراءات السفر ليتم الدفن في الخارج حسب رغبتهم. في غضون ذلك أعلنت الوزارة على موقع «تويتر» أن الدفاع المدني «سيطر أمس على حريق محدود للغاية بمكتب اداري في كلية قطر لعلوم الطيران لم يؤد الى حصول اصابات». وعلمت «الحياة» ايضا أن حريقا بسيطاً شب في مدرسة للبنات وتمت السيطرة عليه، ولم تحدث اصابات. وفي دليل الى حرص المسؤولين القطريين على كشف اسباب حريق مجمع « فيلاجيو» أصدر نائب أمير قطر ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني «أمراً بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب وظروف الحريق»، وكلف رئيس هيئة الرقابة والشفافية عبد الله العطية رئاستها، وخوله «الاستعانة بمن يراه من الخبراء والاختصاصيين». ونص التكليف على «أن يرفع رئيس اللجنة الى الشيخ تميم نتائج التحقيقات في غضون أسبوع». وكشف رئيس القسم الاعلامي في وزارة الداخلية النقيب مبارك البوعينين (أ ف ب)، عن تفاصيل جنسيات ضحايا الحريق، الذي أسفر أيضاً عن مقتل أربع مدرسات حوصرن مع الاطفال في حضانة بداخله. وذكر البوعينين ان الضحايا هم «طفلة اميركية واحدة من اصل عربي وثلاثة اطفال توائم من نيوزيلاند وطفلة من كندا، وطفل وطفلة من مصر، وطفل ومدرسة من جنوب أفريقيا، وثلاث فيليبينيات هن مدرستان ومحاسبة، وأربعة أطفال إسبان وطفل صيني اضافة الى عنصر مغربي من الدفاع المدني وآخر ايراني». ويحمل الطفل المصري الجنسية الفرنسية أيضاً. وسيتم تسفير معظم الضحايا غير المسلمين، خصوصاً الأطفال النيوزيلانديين. وقال البوعينين: «أنهينا إجراءات تسفير النيوزيلانديين مع أهلهم»، كما سيتم تسفير ثلاثة من الأطفال الإسبان الاربعة ويدفن الرابع في قطر. كذلك، قررت عائلة الطفل الصيني تسفير رفاته الى بلاده، فيما تتواصل السلطات مع كفلاء الفيليبينيات لاتخاذ قرار بشأنهن. وفيما عمت قطر حال من الذهول، سرت تساؤلات عن معايير السلامة في المراكز التجارية الكبرى وعن الشفافية في المعلومات، خصوصا ان الدوحة عاشت ساعات طويلة من الغموض وسط تعتيم شبه كامل على المعلومات، ما فتح الباب واسعاً امام انتشار الاشاعات. وبعد ان اعلنت الداخلية في بادئ الامر ان الحريق لم يسفر عن ضحايا، كشفت في نهاية نهار الإثنين عن الحصيلة المفجعة من دون تحديد جنسيات الضحايا. ويبدو ان عناصر الإطفاء لم يكونوا على دراية في بادئ الامر بوجود أطفال في حضانة محاصرين. وذكر طارق بايزلي، وهو صحافي نيوزيلاندي يقيم في قطر، وكان في المركز التجاري عند نشوب الحريق، ان الموظفين لم يكونوا مستعدين لحالة طارئة كهذه. وقال لاذاعة نيوزيلندا: «لم يكن هناك اي تخطيط او تنسيق لإجلاء الاشخاص الموجودين».