لم تعد تجربة التشكيلي صديق واصل، تجربة يمكن المرور بها عفواً أو في شكل تلقائي، إنما هي تستوقفنا كثيراً، مثيرة فينا الكثير من الأسئلة والاستفهامات. فهذا الفنان الذي طوع الحديد، كخامة في مشغله التشكيلي، أصبح واحداً من أهم التشكيليين السعوديين. فهو تشكيلي يمتلك، كما يقول الناقد سامي جريدي: «شفرات بصرية نحتية، تنكشف هويتها وحقيقتها في أعماله، ويبدو انكشاف الشفرة أيضاً من خلال عدمية اللون لخامة الحديد من الأساس، وتبدو الشفرة حاضرة أيضاً في عنصر الدراما الذي أخفى فيه الفنان حركة الأشكال النحتية، عبر تأسيس مفاهيمي فني جديد». مختبر صديق واصل، الذي يقيم معرضاً في غاليري أثر بجدة، تحريضي بالدرجة الأساسية، يدفعك إلى التفكير. وتأتي أعماله «متمحورة حول الإنسان، إذ يشكل كيان الإنسان الروحي اهتمامه الرئيسي، بكل ما يحمله من مشاعر سامية أو رافضة، وهو في كل عمل يطرح سؤالاً تحريضياً مؤرقاً وحاثّاً على مجابهة الواقع»، بحسب الناقد خالد ربيع السيد، الذي يرى أن صديق واصل «لا يصنع الجمال بتشكلاته الكلاسيكية المكررة، ولا يجاري المعاني الشعورية الحسية بعيداً عما يعانيه الإنسان من أزمات نفسية ومكابدات مادية بكل تبعاتها ومشاقها ودهاليزها الجاحفة». صديق واصل يحمل درجة الماجستير من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ويعمل مديراً لإدارة الثقافة والفنون بأمانة العاصمة المقدسة. وأقام أربعة معارض شخصية سابقة بمدينة جدة، وله أكثر من 500 مشاركة محلية منذ عام 413ه وحتى الآن، وكانت له مشاركة مميزة في أحد أهم المعارض الدولية في معرض ايدج اف آريبا إستنبطول. وعرضت أعماله في عدد من الدول والعواصم والمدن العالمية منها: شنغهاي، روما، فينيا، لندن، دبي، المغرب، قطر، بكين، مصر، سورية، الأردن، الكويت، فنزويلا، السنغال، البحرين، عُمان، لبنان، السودان، تونس وغيرها.