أُحيطت قضية الزوار اللبنانيين المخطوفين في سورية بمزيد من الغموض خصوصاً مع قرار المعنيين بالقضية لبنانياً او تركياً، التكتم على اي معلومة تتعلق بمصيرهم او مكان وجودهم او المفاوضات التي تجرى لإطلاقهم، باستثناء معلومة واحدة ظلت تتكرر وهي انهم بخير. وشمل التكتم اهالي المخطوفين الذين اكتفوا بتمني عودتهم سالمين ونفي اي علاقة لهم ب «حزب الله». وتحدث وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور عن اتصالات «تجرى بهدوء مع أكثر جهة للتوصل الى إطلاق المخطوفين»، وطمأن أهاليهم «الى انهم بخير وبصحة جيدة، وتمنى، في حديث لاذاعة «صوت لبنان» على وسائل الإعلام «توخي الدقة والابتعاد عن الأخبار التي تؤثر نفسياً على الأسرى». وقال: «إحدى فصائل المعارضة المسلحة السورية وراء عملية الخطف». ونفى منصور أي عرقلة، عازياً عدم إطلاقهم السبت الماضي «الى عدم وصول المفاوضات الى خواتيمها»، مشيراً «الى عراقيل حصلت مع الجانب التركي»، مبدياً التفاؤل بالوصول الى النتيجة المرجوة. واتصل منصور بالامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وطلب منه تدخل الجامعة لانهاء ازمة المخطوفين. وكان التقى في مكتبه السفير الايراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي الذي قال انه سلم منصور «رسالة خطية من نظيره الايراني علي اكبر صالحي لمناسبة عيد التحرير والمقاومة والانتصار في لبنان ضد العدو الصهيوني. وأعرب عن ادانة المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية لقيام مجموعة ارهابية مسلحة بخطف الإخوة اللبنانيين في الاراضي السورية، كما قاموا بخطف مجموعة من السائقين الايرانيين في اليوم نفسه». وأشار الى انه «منذ اللحظة الاولى لتبلغنا خطف الايرانيين واللبنانيين بدأنا حركة كثيفة من الاتصالات بمختلف الجهات والمسؤولين الرسميين في المنطقة، وهذه المتابعات مستمرة ونأمل اطلاق هؤلاء الإخوة الايرانيين واللبنانيين بأسرع وقت ممكن، والجمهورية الاسلامية الايرانية على اتصال مع تركيا في هذا الاطار». وعن موقف ايران من مجزرة الحولة السورية، اكتفى بالقول: «إيران تعارض سفك الدماء والعنف ونأمل في القريب العاجل ان يكون المسؤولون والشعب في سورية معنيين بحل المشاكل داخل سورية. وعلى هذا الاساس ندين ونرفض اي نوع من التدخل الخارجي في سورية». وفي سياق منع السفر براً، أصدر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قراراً حصر من خلاله سفر المعتمرين والزائرين بطريق الجو، مستنداً الى كتاب من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وآخر من رئيس هيئة شؤون الحج والعمرة، ومنع «بصورة مؤقتة النقل البري لحملات الزيارات الدينية الى مختلف الدول التي تنظمها شركات السفر، وتكليف هيئة رعاية شؤون الحج والعمرة باتخاذ الاجراءات التنظيمية اللازمة بالتنسيق مع الهيئات والمرجعيات المختصة لتنفيذ هذا القرار». وكان عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري وصف في حديث الى قناة «الجديد» قضية المخطوفين اللبنانيين في سورية ب «الوطنية بامتياز». وأشار الى ان وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو «قام بسلسلة اتصالات من ضمنها اتصاله بالرئيس (السابق للحكومة) سعد الحريري ليطمئن بأن المخطوفين في أمان، وبناء على ذلك قدم الرئيس الحريري طائرته الخاصة لنقل المخطوفين المحررين». وأكد ان الحريري «قام ويقوم باتصالات وليس بمفاوضات، فهو لا يفاوض الخاطفين ولا يوجد اي تواصل معهم»، وقال: «نحن متعاطفون كلياً مع مطالب الشعب السوري، والدعم يقدم للنازحين الى لبنان، ولا علاقة مباشرة لنا في الداخل السوري». واتصل العلامة علي محمد حسين فضل الله برئيس المجلس النيابي نبيه بري وأثنى على جهوده لإطلاق المخطوفين، كما اتصل بالأمين العام ل «الجماعة الاسلامية» ابراهيم المصري الذي ابدى وفق بيان صادر عن مكتب فضل الله، «استعداده للمساهمة في المساعي لإطلاق المخطوفين».