وجّهت قطر التي رعت اتفاق سلام في شأن دارفور أبرمته الحكومة السودانية و «حركة التحرير والعدالة»، رسائل تضمنت تحذيرات مهمة أثناء الاجتماع الثالث الذي عقدته أمس «لجنة متابعة وثيقة الدوحة لسلام دارفور» التي تضم دولاً عدة بينها الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وتشاد وكندا والاتحاد الافريقي والجامعة العربية. وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الدولة القطري لشؤون مجلس الوزراء أحمد بن عبدالله آل محمود «أن وثيقة الدوحة نجحت في تحقيق الأمن في دارفور»، لكنه لفت إلى «تحديات وصعاب»، وقال إن «أي ابطاء خطير أو عجز جوهري في تنفيذ وثيقة الدوحة ستكون له آثار سلبية على دارفور والسودان والمنطقة برمتها». ودعا الوزير القطري في الاجتماع الذي شارك فيه وفد الحكومة السودانية برئاسة وزير الدولة في رئاسة الجمهورية الدكتور أمين حسن عمر، ورئيس السلطة الاقليمية في دارفور رئيس «حركة التحرير والعدالة» الدكتور التجاني سيسي، حركات دارفور التي لم توقّع وثيقة الدوحة إلى «الانضمام إلى ركب السلام من دون شروط». وطالب المجتمع الدولي ب «دعم عملية السلام وعدم السماح لأي جهة تسعى إلى وضع العقبات أمام السلام»، وكشف أن هناك «اتصالات جارية مع بعض الجماعات المسلحة بغية إلحاقها بالعملية السلمية». وجدد آل محمود تأكيد وجود تحديات تواجه عملية تنفيذ «وثيقة الدوحة»، وبينها «محاولة اقناع الأطراف المترددة في اللحاق بركب السلام». وأضاف أن التحدي الثاني يكمن في «مسألة الموارد والقدرات»، لافتاً إلى مشكلة قلة موارد السودان. لكنه كشف أن «المبالغ المخصصة في وثيقة الدوحة لصندوق إعمار دارفور أصبحت متوافرة وسيتم تحويلها إلى الصندوق قريباً». ونبّه إلى أن من التحديات مسألة التأخير في تنفيذ وثيقة الدوحة، مشيراً إلى أنها نصت على جداول زمنية محددة. وقال إن جزءاً من اتفاق التسوية تم تخصيصه لنزع السلاح والتسريح واعادة الدمج (للمسلحين)، وحذّر من أن «العجز في نزع السلاح سيغرق دارفور بالسلاح ويمكن أن يتحول بسرعة إلى أغراض أخرى مثل الجريمة وتصفية الحسابات الشخصية، وظهور الجماعات المسلحة». وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين أوغلو في كلمة ألقاها نيابة عنه السفير الحبيب كعباشي إن «الأوضاع المتوترة على الحدود بين السودان ودولة جنوب السودان تثير قلقنا لما تسببه من عدم استقرار ووضع انساني مأسوي». كما حضّ حكومات المنطقة على تشجيع حركات دارفور غير الموقعة على اتفاق الدوحة على التخلي عن العنف واختيار السلام. ودعا الممثل الخاص المشترك للاتحاد الافريقي والأمم المتحدة ابراهيم غمباري إلى تشجيع الحوار بين الحكومة السودانية وحركات دارفور. ولفت إلى تأخير جرى في تنفيذ وثيقة الدوحة بحسب جدولها الزمني.