كانت قاعة «مسرح الميدان» في حيفا مساء الأحد الماضي، وقاعة قصر رام الله الثقافي في اليوم التالي، مساحتين لموسيقى متعددة النكهات، قدمها موسيقيون ومطربون من بلدان عدة، بينها فلسطين، في إطار مشروع «موسيقى بلا حدود» الذي أطلقته مؤسسة «الشرق والمسرح الراقص» ومقرها رام الله في الضفة الغربيةالمحتلة. وكانت فلسطين قاعدة إقلاع التظاهرة الفنية الموسيقية التي تضم 33 موسيقياً من 14 دولة، اجتمعوا معاً بدعوة وإدارة فلسطينية لتشكيل شبكة عالمية تنتج أعمالاً فنية محترفة، لتخطو أولى خطواتها من رام الله وحيفا عبر مشروع «موسيقى بلا حدود». وانطلقت من حيفا عروض تدمج الموسيقى الفلسطينية والعربية والشرقية، مع أنماط متنوعة من الموسيقى الغربية، في أمسية احتضنها مسرح الميدان، ثم في أخرى في قصر رام الله الثقافي، قبل أن يتجول العرض الذي يمكن وصفه ب «سلطة موسيقية» في الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الأوروبية والأفريقية، في الفترة ما بين أيار (مايو) الجاري وآب (أغسطس) من العام المقبل، بحيث يقدم في كل دولة بنكهة مختلفة، بالاستناد إلى المادة الموسيقية ذاتها، وفي فلسطين يشرف على العرض الفنان الفلسطيني المتنقل بين القدس وبريطانيا باسل زايد. ويقول زايد إن «المشروع بدأ بفكرة لتقديم مقطوعات موسيقية وأغانٍ في أشكال موسيقية متعددة، كالجاز والموسيقى الغجرية الإسبانية والعزف الهندي والغناء الجزائري والموسيقى الشرقية، وحاولنا المزج بين ما تمكنّا من جمعه من هذه الأنماط الموسيقية، ليخرج بنكهة قريبة من الروح الفلسطينية، خصوصاً أن الفنانة سناء موسى ستشكل إضافة مهمة في هذا الإطار». وفي فلسطين تجمع قرابة 20 موسيقياً فلسطينياً وعربياً وعالمياً، من أجيال وخلفيات ثقافية مختلفة، على رغم صعوبات حالت دون حضور جميع المنضوين في مشروع «موسيقى بلا حدود»، بعضهم لأسباب خاصة، والبعض الآخر لأسباب سياسية منها ما يتعلق بمعوقات الاحتلال. والعرض عبارة عن عمل غنائي موسيقي يجمع الفلامنكو والجاز والموسيقى الهندية والشرقية والأغاني التراثية في البلدان المشاركة، بما فيها فلسطين، وبمشاركة عازفين ومطربين من فلسطين والجزائر والهند وسويسرا والنروج وإسبانيا والولاياتالمتحدة وألمانيا والسويد وإيطاليا وبلجيكا، بحيث يكون لعازفي كل دولة مشاركة رؤيتهم الخاصة في الشكل والإطار الفني العام للعمل، على أن يبقى ممثلو فلسطين مسؤولين عن التنسيق ونشر نتاج هذا التعاون الموسيقي. وقال منسق المشروع سامر جرادات إن الفكرة التي انطلقت عام 2009 عبر مؤسسة «الشرق والمسرح الراقص»، من باب تطوير الإنتاج الفني في فلسطين، وأضاف: المشروع مر بمراحل عدة، حتى بات قوامه عشرون موسيقياً، يؤسسون لشبكة من المحترفين من أنحاء العالم». وأشادت وزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي بهذه المبادرة، وقالت في مؤتمر صحافي: «هذه تجربة ثرية من شأنها أن تساهم في نقل صورة الفلسطينيين وقضيتهم إلى العالم، بعيداً من التشويه والنمطية». وأملت باستمرار «موسيقى بلا حدود»، مؤكدة دعم وزارة الثقافة للمشروع مالياً ومعنوياً.