أ ف ب - هم جنود قدامى. ارتدت غالبيتهم الصدرية الجلدية الموشّاة بأوسمة عسكرية، وتجمعوا بعشرات الآلاف، والكثير منهم من قدامى حرب فيتنام، على دراجاتهم النارية الأحد، لإحياء ذكرى رفاق لهم سقطوا في الحرب. يعرف هذا التجمع السنوي لراكبي الدراجات النارية باسم «رولينغ ثندر»، ويرمي هذه السنة إلى مطالبة الإدارة الأميركية بالكشف عن التقدم المحرز في البحث عن أسرى الحروب والجنود المفقودين خلال حرب أفغانستان. يقول بيل دريسكول، صاحب الأوشام الكثيرة ودراجة «هارلي-ديفيدسون»، وهو يتفرّج على دراجات كبيرة تمرّ: «هذا قلب الولاياتالمتحدة، يأتون من كاليفورنيا وويسكونسن... من كل الولايات». ويؤكد هاوي الدراجات، الذي يبلغ من العمر 58 سنة، أنه يأتي كل سنة من بنسلفانيا، منذ الدورة الأولى من «رولينغ ثندر» التي خصصت قبل 25 سنة «لتكريم قدامى الجنود»، وهو خدم في الجيش، لكنه لم يرسل إلى فيتنام، على عكس كثيرين من أصدقائه الذين قضوا هناك. وانطلقت «رولينغ ثندر» عام 1988، عندما قررت مجموعة من راكبي الدراجات النارية، وهم من قدامى الجنود الذين حاربوا في أفغانستان، السير بدراجاتهم النارية إلى واشنطن تحت شعار «هزيم الرعد»، وهو الاسم الذي أطلق على عملية قصف أمر بتنفيذها الرئيس ليندون جونسون عام 1965 لاستعادة أسرى الحرب والجنود المفقودين. ويقدر عدد الجنود الأميركيين الذين سقطوا او اختفوا في فيتنام، ولم تستعد جثثهم بعد بأكثر من 1500 شخص. وعلى مر السنين، تحولت هذه التظاهرة إلى استعراض يظهر الروح الوطنية ويكرم الجنود في كل الحروب. وعلى مدى ساعات، تمر الدراجات النارية على أنواعها، وغالبيتها من نوع «هارلي-ديفيدسون»، في جادة كونستيتوشن أفينيو، ويرفع أصحابها الراية الأميركية أو العلم الأسود الذي يرمز إلى المفقودين في القتال. ومن المشاركين إلتون إنسور (87 سنة) وما زال يضع قرطين في أذنه اليسرى، شارك في حرب فيتنام وفي إنزال النورماندي والحرب الكورية (1950-1953). ويقول إنه لا يتفاءل خيراً في شأن استعادة رفات الرفاق الذين اختفوا في أدغال جنوب شرقي آسيا، حتى لو كانت الإدارة «تبذل ما في وسعها». وإلى جانب المتفرجين، الذين جلسوا على بعد أمتار من النصب التذكاري لحرب فيتنام حيث نقش في المرمر الأسود نحو 58 ألف اسم، ينتظر آرت لايخر على دراجته القديمة أن يأتي دوره ليشارك في الاستعراض. لكن هاوي الدرجات النارية الذي تغطي الأوشام ذراعيه، وشارك في حرب فيتنام، قلق على ابنه الذي شارك في حربي العراق وأفغانستان، ويقول: «لن يجد الجنود فرص عمل هنا عند عودتهم».