في الوقت الذي تحدث مراقبون عن نقاط ايجابية في اجتماعات مجموعة الخمس زائد واحد مع ايران في بغداد خلال اليومين الماضيين، كشفت وكالة الطاقة الذرية انها عثرت على آثار يورانيوم مخصب بنسبة تفوق 20 في المئة من من محيط موقع فوردو، ما يشكل معطى جديدا في المفاوضات التي تركز على هذا الجانب. واوضحت الوكالة، في تقرير، ان نتائح التحاليل التي اجريت على عينات أخذت من محيط موقع فوردو في 15 شباط (فبراير) 2012 «اكدت وجود جزيئات بلغت مستويات تخصيبها 27 في المئة»، فيما تقل اعلى درجات التخصيب التي اعلنتها ايران حتى الان عن 20 في المئة. وهذه النسبة تبقى ادنى بكثير من مستوى 90 في المئة الضروري لصنع السلاح النووي، لكنها تعني ان ايران باتت تملك التكنولوجيا التي تتيح لها بلوغ مستوى التخصيب الضروري لصنع السلاح النووي. وقالت الوكالة ان ان انتاج هذه الجزيئات «متصل على الارجح بأسباب لا علاقة لها بالاشراف على مشغل» المصنع الذي يبعد 150 كلم جنوبطهران. في موازاة ذلك، قال مراقبون ان النقطة الايجابية التي برزت في محادثات بغداد، هي اتفاق الطرفين على مواصلة المسار التفاوضي، خلافاً لما حدث في جولة المفاوضات الأولى في اسطنبول عندما طالب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي برفع العقوبات المفروضة على بلاده، شرطاً لمواصلة المفاوضات وفي وقت اتجه التركيز الى الجولة الثالثة في موسكو في 17 و18 حزيران (يونيو) المقبل. وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي مطلع على المفاوضات ان جليلي تمسك في بغداد بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، كما عرض على الدول الست مناقشة ملفات اقليمية تتعلق تحديداً بسورية والبحرين . وأكد المصدر ان الدول الست رفضت هذا الطلب، وشددت على أن المفاوضات تقتصر على الملف النووي، وأن هذا الملف لا يشكل اطاراً مناسباً لمناقشة ملفات اقليمية. وكشف المصدر الفرنسي ان وفداً من الدول الست توجه الى الرياض في مهمة لوضع دول الخليج في صورة ما تم التوصل اليه في مفاوضات بغداد، قبل ان تقدم طهران روايتها الخاصة بهذه المفاوضات. كما توجهت رئيسة الوفد الأميركي ويندي شيرمان الى تل أبيب أمس، للهدف ذاته. ولاحظ المصدر الفرنسي ان طهران لم تطرح خلال المفاوضات التي اختتمت الخميس، شرط رفع العقوبات، بل اتفق الطرفان على مواصلة جهودهما لتحديد جدول أعمال الجولة الثالثة المرتقبة في موسكو. وتعليقاً على إبداء جليلي امتعاضه لأن ممثلي الدول الست امضوا معظم الوقت في النقاش مع بعضهم بعضاً، اعتبر المصدر الفرنسي ان التشاور والتنسيق بين الدول الست ضروريان لتدارس طروحات الجانب الايراني. وجددت الدول الست خلال مفاوضات بغداد مطالبتها طهران بتعليق تخصيب اليورانيوم بدرجة 20 في المئة ووقف كل النشاطات ذات الصلة، في مقابل تزويد ايران بالوقود النووي الكافي للبحوث العلمية والطبية. كما ابدت الدول الست استعدادها للتعهد بعدم اتخاذ اجراءات دولية جديدة في مواجهة المساعي الايرانية المستمرة لتطوير اسلحة دمار شامل. ولم تغفل الدول الست ملفاً آخر يتعلق بحقوق الانسان في إيران والذي لمح الجانب الغربي الى انه لا يقل اهمية عن سواه من الملفات، ولوّح باللجوء الى استصدار اجراءات دولية بحق طهران في حال تسجيل انتهاكات في هذا المجال.