رويترز - سجّل اليورو أمس أدنى مستوياته في نحو سنتين أمام الدولار بعد بيانات اقتصادية ضعيفة من ألمانيا تشير إلى أن أياً من دول منطقة اليورو ليس في منأى عن الأزمة، ما أثار قلق المستثمرين الذين يخشون احتمال خروج اليونان من المنطقة. واجتمعت مؤشرات الركود في أنحاء المنطقة مع مشكلات القطاع المصرفي في اسبانيا وخطر انتقال الأزمة إلى الاقتصادات الأكبر، لتضغط على اليورو الذي يستهدف بعض المستثمرين أن يبلغ مستوى 1.20 دولار في الأسابيع المقبلة. وانخفضت العملة الأوروبية إلى 1.25155 دولار، وهو أدنى مستوى منذ تموز (يوليو) 2010، قبل أن يتعافى إلى 1.2575 دولار. ودفعت البيانات الألمانية الضعيفة مزيداً من المستثمرين إلى التماس الأمان في الدولار والين، وتراجع اليورو 0.15 في المئة إلى 99.852 ين بعدما سجل في وقت سابق 99.37 ين، وهو أدنى مستوى منذ الأول من شباط (فبراير) الماضي. وارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوياته في 20 شهراً عند 80.362، بينما سجلت العملة الأميركية أعلى مستوياتها في 15 شهراً أمام الفرنك السويسري لتبلغ 0.95959 فرنك، واستقرت أمام الين عند 79.38 ين. بيانات ألمانية وصينية ضعيفة إلى ذلك أظهر مسح أن قطاع التصنيع الألماني انكمش بأسرع وتيرة في ثلاث سنوات خلال الشهر الجاري، ما يجدّد المخاوف حول قوة أكبر اقتصاد في أوروبا، والذي كان له فضل في دعم منطقة اليورو في الربع الأول الماضي، لكن علامات الإجهاد بدأت تظهر عليه. وتراجع مؤشر مؤسسة «ماركت» لمديري المشتريات في قطاع التصنيع من 46.2 في نيسان (أبريل) الماضي إلى 45 خلال الشهر الجاري كما اظهر التقدير الأولي الذي نشر أمس، وبالتالي يواصل المؤشر انخفاضه دون مستوى 50 الذي يفصل بين النمو والانكماش. ويُعتبر هذا أعلى معدل انكماش منذ حزيران (يونيو) 2009، إذ إن الطلبات الجديدة والصادرات انكمشت بأسرع وتيرة هذه السنة. وبددت هذه البيانات الأثر الإيجابي للنمو الألماني الأعلى من المتوقع في الربع الأول من السنة، حين تعافى الاقتصاد وساعد منطقة اليورو على تفادي الركود ولو بفارق ضئيل جداً. ونما نشاط قطاع الخدمات بالمعدل ذاته الشهر الماضي مسجلاً 52.2 بعدما توقع محللون في استطلاع أجرته وكالة «رويترز»، تراجعه إلى 52.0، لكن ذلك لم يعوض معدل الانكماش في قطاع التصنيع لينزل المؤشر المجمع الذي يضم بيانات التصنيع والخدمات دون حاجز 50 للمرة الأولى في ستة أشهر، مسجلاً 49.6 مقارنة ب50.5 في نيسان الماضي. وتراجعت ثقة الشركات الألمانية خلال الشهر الجاري، للمرة الأولى في سبعة شهور، مخالفة أشد التوقعات تحفظاً، في إشارة إلى أن أكبر اقتصاد في أوروبا معرّض لأخطار أزمة منطقة اليورو على رغم صموده حتى الآن. وأشار معهد «ايفو» الاقتصادي أمس، الذي يتخذ من ميونيخ مقراً، إلى أن مؤشره لمناخ الأعمال الذي يعتمد على مسح شهري لنحو 7000 شركة، تراجع من 109.9 في نيسان (أبريل) الماضي إلى 106.9 خلال الشهر الجاري. وكان متوسط التوقعات في استطلاع لوكالة «رويترز» شمل 41 خبيراً اقتصادياً، يشير إلى انخفاض المؤشر إلى 109.4، بينما راوحت التوقعات بين 108.8 و110.2. من جهة أخرى، أظهر مسح للقطاع الخاص أمس تراجع نشاط المصانع الصينية خلال الشهر الجاري مع انخفاض طلبات التصدير بقوة، ما يشير إلى أن الضعف المفاجئ في البيانات الاقتصادية لنيسان الماضي قد يستمر على رغم جهود صناع السياسة لتنشيط النمو. وانخفض مؤشر «اتش اس بي سي» الأولي لمديري المشتريات، الذي يقيس النشاط الصناعي في الصين، من 49.3 الشهر الماضي إلى 48.7 هذا الشهر، وهو الشهر السابع على التوالي الذي يسجّل فيه المؤشر قراءة دون مستوى 50. وارتفع مؤشر فرعي يقيس الإنتاج إلى أعلى مستوياته في سبعة أشهر بعد انتعاش الطلبات الجديدة الشهر الماضي، لكن مؤشرها تراجع هذا الشهر متأثراً بانخفاض مؤشر طلبات التصدير إلى من 50.2 إلى 47.8. وارتفعت أسعار الذهب أمس بعد ثلاثة أيام من الخسائر، لكن هبوط اليورو كبح سعر المعدن النفيس وبدّد أثر بيانات أظهرت زيادة أخرى في مشتريات البنوك المركزية من الذهب الشهر الماضي. وصعد سعر الذهب في السوق الفورية 0.3 في المئة إلى 1566.06 دولار للأونصة، وزادت الفضة 0.8 في المئة إلى 28.02 دولار، والبلاتين 0.3 في المئة إلى 1422.74 دولار، والبلاديوم 0.5 في المئة إلى 591.58 دولار.