أ ف ب - أطلقت شركة «سبايس اكس» الأميركية بنجاح من فلوريدا المركبة «دراغون» غير المأهولة بواسطة صاروخ «فالكون 9» في أول رحلة إلى محطة فضاء الدولية تجريها مركبة خاصة يفترض أن تشكل بداية حقبة جديدة من عمليات النقل إلى الفضاء. وانطلق الصاروخ «فالكون» من منصة الإطلاق في قاعدة كاب كانافيرال الجوية، وسط سماء منجمة ومن دون أي مشكلة تذكر. وكان ألغي إطلاق الصاروخ «فالكون» فجر السبت الماضي في اللحظة الأخيرة بسبب خلل في صمام واحد من صمامات المحركات التسعة للطابق الأول من الصاروخ المؤلف من طابقين. وصحح التقنيون الخلل في مساء اليوم ذاته. وبعد عشر دقائق على إطلاقها، انفصلت المركبة «دراغون» عن الطابق الثاني من الصاروخ وبلغت مدار الأرض وسط تصفيق الحضور في مركز متابعة المهمة لدى «سبايس اكس» فضلاً عن مركز كينيدي الفضائي. بعد دقيقة، أخرجت المركبة الهوائيين الشمسيين المجهزة بهما قبل أن تبدأ سباقها للوصول إلى محطة الفضاء الدولية الموجودة على ارتفاع 350 كيلومتراً. ويفترض أن تقترب منها غداً وتحلق على مسافة 2,5 كيلومتر منها. وستقوم «دراغون» بمجموعة من المناورات والاختبارات، وإذا سارت الأمور على ما يرام ستعطي الوكالة الأميركية للطيران والفضاء «ناسا» الضوء الأخضر لالتحام المركبة بالمحطة الجمعة المقبل عند الساعة 12,06 بتوقيت غرينتش. ورحب ايلون ماسك (40 سنة) مؤسس ورئيس شركة «سبايس اكس» عبر «تويتر» بنجاح عملية الإطلاق. وإذا نجحت عملية الالتحام، ستكون «دراغون» أول مركبة تصممها شركة خاصة تلتحم بمحطة الفضاء الدولية، الأمر الذي نجحت فيه حتى الآن أربعة أطراف هي الولاياتالمتحدة وروسيا واليابان وأوروبا. وستتم عملية الالتحام بمساعدة الذراع الآلية للمحطة التي يتحكم بها رائدان من رواد المحطة الستة. وتزن مركبة «دراغون» ستة أطنان ويبلغ ارتفاعها 5,9 أمتار وقطرها 3,6 أمتار. وفي المهمة الاختبارية الأولى هذه، تحمل المركبة حمولة 521 كيلوغراماً إلى محطة الفضاء الدولية من بينها مواد غذائية ومعدات مخبرية، وستعيد إلى الأرض 660 كيلوغراماً من التجارب العلمية والنفايات والتجهيزات البالية. وستنفصل عن محطة الفضاء الدولية في 31 الجاري، لبدء رحلة العودة إلى الأرض على أن تحط على مياه المحيط الهادئ قبالة شواطئ كاليفورنيا. وهي ثالث تجربة لإطلاق الصاروخ فالكون 9 الذي أطلق مرتين في السابق، الأولى في حزيران (يونيو) 2010، ثم في كانون الأول (ديسمبر) من العام ذاته، ووضع حينها المركبة دراغون في المدار لتعود إلى الأرض من دون مشاكل في أول رحلة من هذا النوع لمركبة خاصة. وتأمل «ناسا» في نجاح هذه العملية، إذ أنها باتت تعول على القطاع الخاص الذي دخلت في شراكات معه ليؤمن بديلاً عن مكوكاتها الفضائية الثلاثة التي سحب آخرها من الخدمة في تموز (يوليو) 2011. وهي تتوقع أن يقوم هذا القطاع بعمليات شحن إلى محطة الفضاء الدولية اعتباراً من هذه السنة، على أن يبدأ بنقل رواد الفضاء بحلول عام 2015. وبموجب عقد أبرم مع «ناسا» بقيمة 1,6 بليون دولار ينبغي على «سبايس اكس» القيام ب 12 مهمة شحن في غضون أربع سنوات. وأبرمت «ناسا» كذلك عقداً بقيمة 1,9 بليون دولار مع شركة «أوربيتال ساينس كوربوريشن» لعمليات شحن إلى محطة الفضاء الدولية. وستقوم هذه الشركة بأول تجربة لها في وقت لاحق من العام.