تحدى أهالي مدينة القدسالمحتلة أمس أوامر الشرطة الإسرائيلية ورفضوا إغلاق محالهم الواقعة في البلدة القديمة لتسهيل قيام المستوطنين بمسيرات في احتفالية ذكرى ضم المدينة للدولة العبرية. ويقيم اليهود في مثل هذا اليوم من كل عام مسيرات ضخمة في القدس احتفالاً بضمّها، ويحمل المشاركون في هذه المسيرات التي يطلقون عليها اسم «مسيرات الأعلام» أعلام الدولة العبرية، فيما يقيم المتدينون منهم الصلوات في حائط البراق (المبكى). ويحاول الأكثر تطرفاً منهم إقامة صلوات في باحات المسجد الأقصى الذي يدّعون أنه مقام على أنقاض هيكل سليمان، علماً أن الإعلام العبري يطلق على المسجد الأقصى اسم «جبل الهيكل». وكانت الشرطة وزعت تعليمات على أهالي البلدة القديمة مطالبة إياهم بإغلاق محالهم وإزالة البضائع من أمامها لتمكين المشاركين في المسيرات من المرور. لكنهم تحدوا القرار، فيما أعلن المقدسيون إغلاق جميع المساجد في المدينة والتوجه إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه ومواجهة المستوطنين. وتدفقت عشرات آلاف اليهود إلى شوارع القدس، خصوصاً البلدة القديمة، لاحتفال بضمها، وسط انتشار أمني إسرائيلي مكثف. وبدأت المسيرة من بيت رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في القدسالغربية باتجاه البلدة القديمة في القدسالشرقية لتنتهي عند حائط البراق. ودخل رجالٌ من المتدينين اليهود باحات المسجد الأقصى ضمن برنامج السياحة الدولي، وأخذوا يقيمون الصلوات ثم ألقوا بأنفسهم على الأرض ورفضوا المغادرة إلى أن جاءت قوات الشرطة وأجلتهم عنوة. وفي هذا الصدد، نقلت وكالة «سما» عن رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ عزام الخطيب أن «أكثر من 70 مستوطناً تجولوا صباح اليوم (الأحد) في باحات الأقصى ضمن حماية أمنية إسرائيلية مشددة»، مضيفاً أن حراس المسجد يحرسون المكان لمنع اندلاع مواجهات بين المستوطنين والمصلين. وأوضح أن الحراس منعوا المستوطنين من إقامة شعائر تلمودية أمام قبة الصخرة، وإن قاموا باستفزاز المصلين داخل الأقصى. وكانت صحيفة «هآرتس» أفادت أمس بأن النائبين أوري آرييل وميخائيل بن آري من حزب «الاتحاد الوطني»، كانا على رأس المجموعة التي اقتحمت باحات الأقصى. وفي خطوة رمزية لتكريس الضم، عقدت الحكومة الإسرائيلية جلستها الأسبوعية أمس في تلة الذخيرة في حي الشيخ جراح في المدينة، واتخذت قرارات عدة لتعزيز الاستيطان في المدينةالمحتلة. كما أعلنت الحكومة في الاجتماع تخصيص 350 مليون شيقل (نحو مئة مليون دولار) لتطوير المواقع العمومية والسياحية في المدينة، وقالت في بيان: «سيتم تخصيص هذا المبلغ من أجل تطوير البنى التحتية وتوسيع المناطق الخضراء في المدينة وترميم المواقع السياحية المركزية في كل أنحائها». وقال الناطق باسم رئيس الحكومة أوفير جندلمان إن حكومته قررت إنشاء مجمعات سكنية لأفراد قوات الأمن. وتعود الأراضي المخصصة للجنود لأهالي القدس العرب. وجرت مصادرة هذه الأراضي تحت مسميات مثل «أملاك دولة» و «أملاك غائب». وكانت إسرائيل احتلت القدسالشرقية عام 1967 وأعلنت ضمها في العام التالي. من جهة أخرى، أحرق المستوطنون أمس محاصيل زراعية لمواطنين في قرية سوسيا في الضفة الغربية، كما استشهد الشاب صلاح الزغير (18 عاماً) الذي أصيب بجروح خطيرة بعد محاولته طعن جندي إسرائيلي قرب مستوطنة «عتصيون» شرق بيت لحم.